أخبار الأردن اقتصاديات دوليات برلمانيات وفيات أحزاب مجتمع وظائف للأردنيين مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات الموقف مناسبات جاهات واعراس مستثمرون شهادة جامعات بنوك وشركات خليجيات مغاربيات دين ثقافة رياضة اخبار خفيفة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

العتوم يكتب: ستارمر عدوا لروسيا


د. حسام العتوم

العتوم يكتب: ستارمر عدوا لروسيا

مدار الساعة ـ

كير رودني ستارمر رئيس وزراء المملكة المتحدة ( بريطانيا ) – المحامي ، وصاحب السلطة التنفيذية في بلاده ، بينما هي السلطة الرمزية هناك بيد الملك تشالرز الثالث . و تبعد بريطانيا عن روسيا الاتحادية 2506 كيلومتر ، و روسيا التي أعرفها عن قرب لا تستهدف بريطانيا ، و لا الاتحاد الأوروبي ، و لا أوروبا ، وصرح بذلك الرئيس فلاديمير بوتين مرارا . و الحرب الأوكرانية شيوعا بدأت كما نعرف من وسط العاصمة ( كييف ) ، بعد تحريك التيار البنديري المتطرف لها عبر انقلاب عام 2014 ، و بالتعاون مع رئيس وزراء بريطانيا أنذاك باريس جونسون ، و اللوجستيا الغربية ، و بمشاركة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية جو بايدن ، و إبنه هانتر بايدن . وردت موسكو على الحراك الأوكراني المشبوه بالنسبة لسيادتها ، وهي التي منحت أوكرانيا و بالتعاون في زمن الاتحاد السوفيتي الاستقلال عام 1991، و أقاليم ( القرم و الدونباس – لوغانسك و دونيتسك ) بتحريك عملية عسكرية خاصة دفاعية تحريرية ، و ليست احتلالية كما تشيع ماكنة إعلام ( كييف و الغرب ) ،وكان ذلك بتاريخ 2022 .

وارتكزت روسيا في موضوع عمليتها العسكرية الخاصة على القانون الدولي، و لم تخرج عن مساره ، و تحركت فعلا من وسط مادة ميثاق الأمم المتحدة رقم 571 التي تسمح للدولة المعتدى على سيادتها بالدفاع عن نفسها . وساندت بداية صناديق الاقتراع في شرق و جنوب أوكرانيا ، و حمتها بعمليتها العسكرية التي صوتت القيادة الروسية عليها بالاجماع ، وتقدم قرارها بشجاعة الرئيس بوتين نفسه بهدف حماية المكون الروسي ، و الأوكراني بعد مذبحة طالتهم و استمرت ثماني سنوات قتل منهم الافا و شرد غيرهم .و لولا التدخل الروسي في مكانه وزمانه ، و لو أنه جاء متأخرا لبقيت مأساة أوكرانيا في الداخل حتى يومنا هذا .

وفي الوقت الذي يحدث فيه تقارب أمريكي – روسي ملاحظ يقوده الرئيس دونالد ترامب ، و مبعوثه ستيف ويتكوف ، و يرافقه جاريد كوشنير، صهر ترامب . و يجوب الأثنان ويتكوف و كوشنير الساحة الحمراء ، وفي الوقت أيضا الذي ارتدى فيه

كيريل دميتريف مسؤول خزانة الاستثمار الروسية معطفا أثناء مرافقتهما كتب عليه عبارة ( روسيا ليست البلد الذي يخاف ) ، صعد ستارمر من تصريحاته المعادية لروسيا معتبرا إياها مخرجا لحل الأزمة الروسية الأوكرانية ، و يتحدى روسيا ذات الوقت بقوله بأن طريقته في محاصرة النفط الروسي ، و فرض عقوبات اقتصادية على روسيا ستجلب الرئيس بوتين إلى طاولة المفاوضات . ومع تزويد (كييف ) بإسلحة بعيدة المدى . وهو الأمر الذي ستواجهه روسيا بضرب الدول المزودة و المحركة للشر. و يقف خلف ستارمر الرئيس ماكرون عن فرنسا ، و فريدريش ميرتس مستشار ألمانيا ، و رئيس بولندا كارول ناوروتسكي . و يجتمع الاتحاد الأوروبي كاملا على طاولة محاصرة روسيا و عزلتها تخوفا من مهاجمتها لهم ، و هو أمر سرابي و أقرب إلى الخيال من الحقيقة . و تصريح رئيس وزراء بولندا ماتيوز مورافياسكي يؤكد صورة عداء الغرب لروسيا ، و هو غير مشروع . ولقد تحدث الرئيس بوتين في قصر الكرملين الرئاسي مؤخرا بوجود ويتكوف و كوشنير ، بأن بلاده روسيا لاتريد الحرب مع أحد ، لكن الغرب ،و قصد الاتحاد الأوروبي إذا ما فاجأ روسيا بحرب غير تقليدية بسبب الحرب الأوكرانية الواجب ايجاد مخرج سلم لها ، فإن روسيا لن تجد من تحاوره بعد ذلك . و اللبيب من الإشارة يفهم كما يقال في ديارنا – الأمر الذي يعنى به بوتين بأن بلاده روسيا ، و قال ذلك سابقا و كرر بأنها تملك قوة نووية عسكرية تفوق ما يملكه حلف ( الناتو) مجتمعا ، ومن حيث قوة النار .

و روسيا ، وحتى منذ زمن نابليون بونابارت 1812 ،و أودولف هتلر1945 ،و في زمن الحرب الأوكرانية المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات 2014 / 2025 ، لم تبدأ الحرب يوما ، و هي العارفة بالقانون الدولي ، و تطالب بتطوير أعماله ، و بنقل الأمم المتحدة ، وكما أراد ذلك الزعيم السوفيتي جوزيف ستالين ، و أكده وزير خارجية روسيا سيرجي لافروف من مدينة النييورك الأمريكية إلى مدينة سوتشي الروسية . و لروسيا رأي وموقف من قرار (الفيتو) في مجلس الأمن الواجب إعادة النظر فيه و توسيع رقعته .

ليس هكذا تورد الأبل سيد ستارمر ،فالحوار الذي تتقدمه الولايات المتحدة الأمريكية مع روسيا الأتحادية مفتاح كبير لتفكيك الأزمة الروسية – الأوكرانية ، و ليس التصعيد الأوروبي غير المفهوم و غير المشروع . قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم . الأية رقم 7 من سورة الغاشية ( لا يسمن و لا يغني من جوع ) صدق الله العظيم . ولقد سبق لزعامات أوروبية معاصرة سابقة و حالية أن زارت موسكو ،و حاورت الرئيس بوتين مثل ماكرون ، و ميركل ، وغيرهم مثل غوتيرس أمين عام الأمم المتحدة. و القانون الدولي الذي تعرفه روسيا كما دول العالم ، و يفسر موضوع استقلال أوكرانيا ، مطالب بترجمة اتفاقية تفكيك الاتحاد السوفيتي عام 1991 كشرط هام من شروط الاستقلال ، وهي الاتفاقية المانعة على الدول المستقلة من التحالف مع الجهات المعادية و في مقدمتها (الناتو) ، و في زمن إلى الأمام عرضت فيه روسيا – بوتين على أمريكا – كلينتون الانضمام للناتو للجم الحرب الباردة و سباق التسلح ، و لمنع حدوث حرب ثالثة غير تقليدية مدمرة للحضارات و البشرية ، قوبل عرضها بالصمت إلى يومنا هذا .

السؤال الذي يطرح نفسه هنا بقوة ، هو ، هل بإمكان رئيس وزراء بريطانيا القدوم لموسكو يرافقه ماكرون وميرتس ،و ناوروتسكي لمحاورة الرئيس بوتين ،و لتوضيح أمرهم بشأن العقوبات على روسيا التي يرسمونها في مخيلتهم ، و كذلك كل ما يتعلق بالاسلحة بعيدة المدى التي يعتقدون بأنها الحل للأزمة الروسية – الأوكرانية ؟ لماذا يرفض الرئيس المنتهية ولايته فلاديمير زيلينسكي القدوم إلى موسكو التي دعته إلى هناك لوضع حد نهائي للحرب و للأزمة العالقة ؟ وهنا من جديد تؤكد روسيا بأنها ليست إسرائيل ، فهي لا تستهدف أوكرانيا ،و لا شعب أوكرانيا ، و لا حتى نظامه ، بقدر ما تتصدى للجيش الأوكراني الذي نصب العداء لروسيا و خسر جيشه الكثير من جنوده ،و أكثر بكثير من خسارة الجنود الروس و بنسبة مئوية من 1- 10 ، أو على الأقل كما قال رئيس بيلاروسيا الكسندر لوكاشينكا من 1- 8 ، وكل الغرب على خط إسناد جبهة أوكرانيا ( كييف ) بطبيعة الحال ، وهو المستهجن .

إنها روسيا العظمى أيها السادة في الغرب ، وهاهي الولايات المتحدة الأمريكية قائدة (الناتو) ، و حامية الغرب ، أي الاتحاد الأوروبي تقترب من موسكو بمحبة و تحاور بكل ما تريد . وفي المقابل ، فإن الزمن القادم ينذر وكا يقول المفكر الروسي الكسندر دوغين بإنقسام الاتحاد الأوروبي ، و بتفككه عن الولايات المتحدة الأمريكية لتحقيق ضمانة أمنية مانعة لنشوب حرب ثالثة مدمرة لا تبقي مكانا للإنسان و الحجر . دعونا نراقب المشهد العالمي ، و نقرأ التاريخ كما يجب أن يقرأ .

مدار الساعة ـ