أخبار الأردن اقتصاديات دوليات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب مجتمع أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة جاهات واعراس مستثمرون شهادة الموقف مناسبات جامعات بنوك وشركات خليجيات مغاربيات دين اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

أبو عليم يكتب: الوطن حين يكون شرياناً.. بين ملك حكيم وولي عهد واعد


د.طلال أبو عليم

أبو عليم يكتب: الوطن حين يكون شرياناً.. بين ملك حكيم وولي عهد واعد

مدار الساعة ـ

الوطن ليس رقعة أرض تُقاس بالكيلومترات… بل ذلك الامتداد الخفيّ الذي يسري فيك كما يسري الدم. إنّ أعظم الأوطان ليس ما نراها بالعين، بل ما نُدركه حين تُغلق كل الأضواء ويبقى صوت الانتماء وحده، يطرق القلب بلا استئذان.

الوطن هو السؤال الأول الذي يواجهنا حين نكبر:

من نحن؟

ولِمَ نسير؟

ولأي أرض ننتمي حين تتشابه الطرق؟

هو الجواب الذي لا يتغيّر مهما تبدّلت الأيام.

الوطن هو الذاكرة التي تحرسك، حتى حين يخذلك العالم.

في كل وطن حقيقة لا تُقال بصوت عالٍ:

الأوطان تُعرف من وجوه ناسها.

من تعب الأمهات، من وقفة الآباء، من ضحكات الأطفال التي لا تعرف معنى الخوف.

الوطن ليس مؤسسة رسمية، ولا صورًا في نشرات الأخبار؛

إنه نبضٌ بشريّ، لا تراه ولكنك تشعر به في كل لحظة صدق.

الوطن هو المكان الذي تتجرّأ فيه أن تحزن بكرامة، وأن تحلم دون خوف، وأن تسقط ثم تنهض لأنك تعرف أن الأرض التي وقعت عليها… تعرف اسمك.

وليس الوطن جنةً كاملة، لكنه المكان الوحيد الذي تستطيع أن تحبه رغم جروحه.

نحن لا نُحب أوطاننا لأنها الأقوى أو الأغنى، بل لأنها أكثر ما يشبه حقيقتنا:

تشقى فنشقى، تنهض فننهض، تتعب فنقوم لها ألف مرة.

الوطن مسؤولية… مسؤولية أن تكون أنت الحارس لا الغائب،

الصوت لا الصدى،

الفاعل لا المتفرّج.

وطنك لا يحتاج أن تهتف باسمه، بل أن تحمل قيمه في صمت، في عملك، في أخلاقك، في قرارك حين لا يراك أحد.

الوطن…

ليس ذكرى، ولا خريطة، ولا شعارًا.

الوطن روحٌ تتقاطع مع أرواحنا، فإذا فقدناه… فقدنا أنفسنا

الوطن...

ليس ملكًا لأرض فقط، بل عهد — عهد بين القيادة والشعب، بين الأرض والإنسان، بين الماضي والمستقبل.

واليوم.....نرى في قيادتنا مثالاً للوفاء قائدٌ.... يعرف معنى المسؤولية، وشاب... يحمل الأمل في عينيه…

هذا هو جلالة الملك عبدالله الثاني ، وسموالأمير الحسين.

قاد جلالته الأردن برؤية تحافظ على ثوابته وتستشرف مستقبله، فكان صوته في المحافل الدولية صدى لقيم العدل والسلام..

وكان سعيه الدؤوب تجسيدًا لمعنى القيادة التي تتقدم الصفوف ولا تتردد أمام المصاعب.

إنّ مواقف جلالته ليست مجرد مواقف رسمية... بل دور وطني يتجدد كل يوم في حماية الأردن، وفي تعزيز قوة مؤسساته، وفي حفظ توازنه وسط منطقة تعصف بها الأزمات.

وهكذا بقي الأردن آمنًا ثابتًا، قائمًا على بصيرة قائد يعرف قيمة وطنه ويؤمن بقدرة شعبه.

ويمتد الأمل نحو المستقبل عبر سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني..... الذي يشكل بجهده ووعيه صورة الجيل الجديد الذي يحمل المسؤولية بثقة.

فقد نشأ سموه على قيم الانتماء والالتزام، ونهل من مدرسة القيادة الهاشمية معنى العطاء وخدمة الإنسان.

إن جهود سموه ... رسالة بأن الأردن ماضٍ بثقة نحو الغد، وأن مسيرته مستمرة بإرادة الشباب وعزم القيادة، وأن الراية التي حملها الآباء ستصل إلى الأبناء بقوة لا تنطفئ.

في الختام......

حب الوطن... يا أخوتي هو أن نكون مثل هذه القيادة صادقين، مخلصين، موقنين أن كل خطوة نبنيها ليست لغد واحد، بل لأجيال قادمة.

حب الوطن... هو أن نعيش بكرامتنا، نرفع رايتنا، ونبقي الأردن عزيزًا بين الأمم.....

وفي اللحظة التي ندرك فيها أن الوطن يسكننا أكثر ممّا نسكنه... نعلم أن لا بديل عنه ، وأنه الجسر الذي نعبر به من الماضي إلى المستقبل، وأن نفوسنا ستظل معلّقة به ما حيينا .

وأنه شريان الحياة النابض.

مدار الساعة ـ