مدار الساعة - شهدت فلسطين منذ أواخر السبعينات محاولات من الاحتلال الإسرائيلي لتنصيب عملاء له ليكونو ممثلين للشعب الفلسطيني من خلال تزويدهم بالمال والسلاح ، هذه المحاولات لم تلبث أن تبقى إلا لمدة وجيزة حيث تم مواجهتها بحزم شديد من قبل المجتمع الفلسطيني.

إن البيئة الوطنية الموحدة للمجتمع الفلسطيني تمنع محاولات إسرائيل الفاشلة في تقسيمه، كما أن القاعدة الفلسطينية العربية التاريخية الثابتة تقول: ( كل من يجعل نفسه أداة في يد الاحتلال الإسرائيلي ينتهي وحيداً ومنبوذاً ويتم التخلص َمنه عندما تنتهي مهمته).

إن نهاية ياسر أبو شباب ليست حادثة عابرة، بل هي نهاية مسار كامل راهن الاحتلال الإسرائيلي عليه لإعادة تشكيل غزة جديدة تحت قيادته وفق أهداف إسرائيلية خبيثة تهدف للتقسيم والاحتلال و التهجير، فتصفية ياسر أبو شباب يعني نهاية هذا المُخطط.

مثل السقوط السريع لهذا النموذج نقطة في رصيد الفشل الإسرائيلي لإيجاد بيئة إجتماعية تستقبل مشروع الاحتلال وتحمي وكلاءه نظراً لأن قوة المجتمع الفلسطيني الشعبية والعشائرية ترفض اي محاولة لإنشاء كيان لا يمثل الشعب الفلسطيني ولا يهدف لمقاومة الاحتلال، حيث كان من الواضح للشارع الفلسطيني بل وللشارع العربي ان هذا النموذج ليس إلا عبارة عن مجموعة مرتزقة يعملون لفرض واقع جديد في غزة عبر تفكيك النسيج الوطني وخلق سلطة بديلة داخلها.

في الخاتمة نرى أن هذه التصفية سواء تمت على يد المقاومة أو من أحرار فلسطين الوطنيين تعكس حقيقة فلسطين التي لا تحتضن إلا ابناؤها الصامدين في وجه الاحتلال الغاشم، فهذه الأرض المباركة من جنوبها إلى شمالها شعبها تربى على عقيدة مقاومة الاحتلال الإسرائيلي وإن كانت النتيجة نيل الشهادة في سبيل ذلك.