مدار الساعة -في إنجاز علمي استثنائي يجمع بين الفن والفيزياء، نجح الطالب الأمريكي مايلز وو، البالغ من العمر 14 عاماً، في تطوير نموذج مبتكر من الأوريغامي يتمتع بقوة تحمل غير مسبوقة، مكّنته من الفوز بالجائزة لعام 2025 وقيمتها 25 ألف دولار.
ويعدّ هذا الابتكار واحداً من أبرز المشاريع العلمية التي قدّمها طلاب المدارس المتوسطة في الولايات المتحدة خلال العام الجاري.الأوريغامي هو فن ياباني تقليدي يعتمد على طيّ الورق لصناعة أشكال مختلفة دون استخدام المقص أو الغراء، بحيث يتم تشكيل الورقة الواحدة عبر سلسلة من الطيّات الدقيقة لإنشاء نماذج متعددةوو الذي يدرس في الصف الثامن بمدرسة هانتر كوليج الثانوية في نيويورك، قام باختبار 54 نسخة مختلفة من طيّة "ميورا-أوري"، وهي تقنية يابانية طورها عالم الفلك الياباني كوريّو ميورا لطيّ الأسطح المسطحة إلى مساحات أصغر مع الحفاظ على مرونتها وقوتها.وقد شملت تجاربه مجموعة واسعة من المتغيّرات، مثل ارتفاعات متوازي الأضلاع وعروضه وزوايا الانثناء، إضافة إلى أنواع متعددة من الورق تراوحت بين الورق العادي والورق المقوّى.وأفاد وو بأنه سعى من خلال مشروعه إلى معرفة ما إذا كان بالإمكان تطوير ملاجئ قابلة للطيّ وخفيفة الوزن يمكن استخدامها في مناطق الكوارث، مستفيداً من القوة الاستثنائية لنمط "ميورا-أوري" وقدرته على الانبساط بسهولة.وخلال مرحلة الاختبار، وضع وو كل نموذج بين حاجزين يفصل بينهما خمس بوصات، ثم بدأ بإضافة أوزان متزايدة إلى أن تنهار البنية.وكانت النتائج مذهلة؛ إذ أظهرت أن أقوى نموذج يمكنه تحمّل أكثر من 10,000 ضعف وزنه، وهو ما يعادل، وفق حسابات الطالب، قدرة سيارة أجرة على حمل 4,000 فيل دفعة واحدة.وتبيّن لوو أن النماذج ذات الألواح الصغيرة والزوايا الأكثر حدة كانت الأقوى والأكثر مرونة، بينما أظهرت التجارب مفاجأة علمية غير متوقعة تمثّلت في أن ورق الطباعة العادي تفوّق على الورق الثقيل من حيث القوة مقارنة بالوزن.ويعدّ هذا الإنجاز امتداداً لشغف وو بالأوريغامي الذي بدأ منذ ست سنوات، حيث ركز على تصميم نماذج حيوانات وحشرات ورقية، وعُرضت بعض أعماله سابقاً على شجرة الأعياد في متحف التاريخ الطبيعي الأمريكي، كما قام بتصميم وبيع 200 حمامة ورقية يعود ريعها لصالح صندوق حماية الطيور.ومثّل هذا المشروع أحد أبرز الأعمال المشاركة في المسابقة التي تنظمها "جمعية العلوم" وتستقطب أكثر من 60 ألف طالب سنوياً.وقد اختير وو من بين 2,000 طالب متقدم وشكّل أحد الفائزين الثلاثين النهائيين الذين تقاسموا جوائز إجمالية تجاوزت 100 ألف دولار.وأشادت مايا أجمره، رئيسة جمعية العلوم، بإنجاز وو، قائلة إن الإبداع العلمي الذي قدمه يجسد الجيل الجديد من الباحثين الشباب القادرين على إحداث تأثير إيجابي في المستقبل.'فيل' واحد يُقسِّم 4000 فيل! ابتكار مذهل من طفل عبقري عمره 14 عاماً يقلب الفيزياء رأساً على عقب
مدار الساعة ـ
