نظّمت كلیة الفنون والتصمیم في الجامعة الأردنیّة الأسبوع الماضي ، یوما علميا استثنائيا جسّد في جوھره رسالة واضحة عن دور الفنون وأھمیّتھا في الارتقاء بالحیاة الجامعیة والمجتمعیّة. جاء ھذا الیوم للتأكید على المكانة المھمّة التي تستحقھا الفنون، باعتبارھا مساحة أساسیة لتطویر العدید من المھارات، وتعزیز روح العمل الجماعي واحترام التعدّدیّة، ورفع الذائقة والحس الجمالي، وترسیخ قیم الانتماء والتربیة المدنیّة وحبّ الوطن والأرض، وجسرًا حقیقیًا یصل بین أطیاف المجتمع المختلفة، عبر فضاء یجمع الجمیع تحت مظلّة الإبداع والفكر.
وشكّل الیوم العلمي منصة تفاعلیة جمعت أقسام الكلیة في مشھد متكامل یعكس تناغم الفنون وتكاملھا، ویكشف عن الطاقات الإبداعیة لدى الطلبة من خلال عروض موسیقیة، وأعمال تشكیلیة، ومشاھد مسرحیة. وقد عبّرت ھذه الأعمال عن أن الفنون لیست ترفًا، بل عنصرًا جوھریًا في بناء شخصیة الطالب، وتنمیة قدراتھ على التفكیر الإبداعي، والتعبیر عن الذات، والتفاعل الواعي مع قضایا الوطن والمجتمع. فالفنون؛ تمثل أحد أھم مفاتیح الإبداع لدى الشباب بقدرتھا على إطلاق الطاقات الكامنة. وترسّخت قیمة ھذا الیوم بكلمة رئیس الجامعة الأردنیة الذي شارك الحضور رؤیته حول دور الفنون في الجامعة والمجتمع، مؤكدًاً أن الفنون رافعة معرفیة وثقافیة، لا تقل أھمیّة عن أي مجال أكادیمي آخر. وأشار في حدیثه إلى أن الجامعة تسعى إلى توفیر بیئة تدعم الإبداع وتعزز العمل المشترك بین الطلبة وأساتذتھم، وأن الفنون جزء أساسي من ھذا المسار لما تحمله من قدرة على تنمیة الوعي، وتحفیز التفكیر النقدي، وترسیخ قیم الجمال والانتماء. وقد دعا رئیس الجامعة إلى مواصلة العمل بروح جماعیّة وبخطى ثابتة، لضمان حضور فاعل للفنون في ربوع الجامعة الأمّ، بما یعكس صورة أردنیّة مشرقة ومشرّفة، تنبض بالحیاة والإبداع. كما شكّل ھذا الیوم فرصة لإبراز الدور المجتمعي للكلیّة، من خلال الندوة الحواریة المھمة التي أقامتھا الكلیّة مع نقیب الفنانین الأردنیین، حیث جاءت ھذه الندوة لتفتح نقاشًا معمقًا حول دور الفنون في المجتمع، ومسؤولیة المؤسسات التعلیمیة في دعم الحركة الفنیة وتمكین الشباب وتوفیر بیئة تنُمي الإبداع وتعبّر عن الھویة الوطنیة. وقد لاقت الندوة تفاعلًا واسعًا من الحضور لما حملته من أفكار عمیقة حول مستقبل الفنون في الأردن. ومع حضور لافت من أساتذة الجامعة والطلّاب والمھتمین بالشأن الثقافي، شكّل ھذا الیوم العلمي محطةً مھمةً في مسیرة كلیة الفنون والتصمیم، وفرصةً للتأكید على أن الفنون لیست مجرد مجال للدراسة، بل ھي لغة حیاة، ووسیلة لبناء المجتمع، ومكوّن أساسي في المشھد الجامعي والمشھد الوطني على حدٍّ سواء. وقد برزت الكلیة من خلال ھذا الحدث كمساحة نابضة بالحیویة، تقدمّ نموذجًا لما یمكن أن تكون علیه الفنون عندما تحظى بالدعم والرؤیة والاھتمام. وھكذا، خرج الیوم العلمي برسالة واضحة مفادھا أن الفنون ضرورة تربویة وثقافیة لا غنى عنھا، وأن الجامعة الأردنیة ماضیة في دعم ھذا المسار، تعزیزًا لدور الفن في خدمة الوطن، وصناعة جیل قادر على الإبداع، وعلى حمل الجمال والمعرفة إلى الفضاء الأوسع.عباسي تكتب: الجامعة الأردنیة تحتفي بالفنون.. یوم علمي یعید التأكید على دور الإبداع في خدمة الوطن
د. هبة عباسي
قسم الموسيقى - كليّة الفنون والتصميم - الجامعة الأردنيّة
عباسي تكتب: الجامعة الأردنیة تحتفي بالفنون.. یوم علمي یعید التأكید على دور الإبداع في خدمة الوطن
د. هبة عباسي
قسم الموسيقى - كليّة الفنون والتصميم - الجامعة الأردنيّة
قسم الموسيقى - كليّة الفنون والتصميم - الجامعة الأردنيّة
مدار الساعة ـ