مدار الساعة -كل سبع سنوات، تتسلل عبر ضباب الساحل الغربي لأيرلندا أرض غامضة خضراء، تحمل غابات، ذهب، وحتى أساطير الجنيات، لتختفي بعد يوم واحد فقط. تُعرف هذه الجزيرة الأسطورية باسم "هاي برازيل"، وظهرت على الخرائط الأوروبية منذ القرن الرابع عشر، رغم أنها لم تثبت وجودها قط على أرض الواقع،
تظهر الجزيرة غرب أيرلندا مباشرة، ودوّن رسامو الخرائط الأوروبيون أسماءها بأشكال مختلفة عبر القرون، مثل "براسيل" و"هاي بريسيل" و"الجزيرة المباركة".ويزعم بعض المستكشفين أنهم وصلوا إليها، حيث صادفوا أرانب سوداء، ذهباً، وكتباً سحرية، قبل أن تختفي مجدداً في الضباب.أساطير وروايات من الماضيتشير المصادر الأيرلندية القديمة إلى أن بعض القديسين، مثل القديس باريند والقديس بريندان في القرن الخامس، زعموا أنهم شاهدوا "أرض الميعاد" التي قد تكون نفس الجزيرة الأسطورية.على مر القرون، استمرت الروايات المذهلة، مثل قصة مورو أولي في القرن السابع عشر الذي اختطفه رجال غامضون إلى الجزيرة ليعود بعدها بقدرة شفاء مذهلة، أو قصة القبطان جون نيسبيت الذي زعم أن طاقمه التقى بساحر وأهدي لهم ذهباً وفضة أثناء وصولهم إلى "هاي برازيل".في القرن التاسع عشر، أُبلغ عن مشاهدات مشابهة، أبرزها لرائد الآثار تي. جيه. ويستروب وعائلته عام 1872، الذين رأوا الجزيرة تظهر فجأة في عرض البحر، ووصفوا أن أحدهما مُغطّى بالأشجار وسهلاً منخفضاً، وأبراجاً مرتفعة، مع أعمدة دخان تتصاعد منها.بين الواقع والخيالمع الوقت، اختفت "هاي برازيل" تدريجياً من الخرائط الأوروبية، وآخر ظهور لها كان على خريطة الأميرالية البريطانية عام 1873، لتتحول اليوم إلى موقع أسطوري حاضر في الأدب والسينما، مثل فيلم إريك الفايكنج و"ثلاثية ميرلين" لماري ستيوارت.بينما يعتقد بعض المؤرخين أن الجزيرة قد تكون مجرد سراب أو خدعة رسامي الخرائط، تظل "هاي برازيل" رمزاً للغموض والسحر، وتشير إلى أماكن أسطورية أخرى مثل أتلانتس وقارة ليموريا، لتذكّرنا بأن الأساطير ما زالت حية في ذاكرة البحار وجغرافية الخيال.'هيفينغ': الجزيرة الأسطورية التي تختفي 2555 يوماً وتظهر في غمضة عين.
مدار الساعة ـ











