أخبار الأردن اقتصاديات دوليات برلمانيات وفيات أحزاب مجتمع وظائف للأردنيين مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات الموقف مناسبات جاهات واعراس مستثمرون شهادة جامعات دين بنوك وشركات خليجيات مغاربيات ثقافة رياضة اخبار خفيفة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

العتوم يكتب: روسيا لا تقبل بأقل من النصر


د. حسام العتوم

العتوم يكتب: روسيا لا تقبل بأقل من النصر

مدار الساعة ـ

تقبل روسيا الاتحادية العظمى بقيادة رئيسها الفولاذي فلاديمير بوتين السلام مع العاصمة الأوكرانية ( كييف ) ، و مع الغرب الأمريكي ، و بالخطة الأمريكية الحديثة ، ولكن بشرط له علاقة مباشرة بالطاولة الرملية فوق أرض المعركة ، و بخصوصية استقلال أوكرانيا الذي منحه لها الاتحاد السوفيتي بزعامة روسيا ، و قبلت به طوعا ، شريطة الالتزام بإتفاقية تفكيك الاتحاد السوفيتي عام 1991 ، المانعة للتحالف مع الأحلاف المعادية وفي مقدمتها ( الناتو) . و سبق لروسيا – بوتين أن عرضت على أمريكا – كلينتون الانضمام للناتو عام 2000 لوضع حد للحرب الباردة و سباق التسلح قوبل بالصمت . و الأمم المتحدة أشادها الاتحاد السوفيتي ، و الولايات المتحدة الأمريكية ، و المملكة المتحدة – بريطانيا عام 1945 لكي لا تنشب حروب جديدة ، وفي مقدمتها الثالثة المدمرة للحضارات و البشرية . و قول رائد الفضاء المنغولي ، وبطل الاتحاد السوفيتي قيراقا جوقيرديميد لي في موسكو مؤخرا ، لنحافظ على الكرة الأرضية التي شاهدها بنفسه من الفضاء ، قول صحيح أسانده ، فلم يثبت العلم في المقابل وجود مكان للبشرية خارجها في الاجرام السماوية الأخرى ،و على العالم أخذ العبرة و التأمل جيدا .

و روسيا – بوتين جاهزة لديمومة خيار القتال وسط حرب لم تختارها و فرضت عليها ، والتي هي بالكامل مؤامرة غربية ، أحاك خيوطها الأولى التيار البنديري المتطرف القادمة جذوره من أتون الحرب العالمية الثانية ، ومن وسط الحقبة الهتلرية بمشاركة جدهم بانديرا ، و رئيس وزراء بريطانيا باريس جونسون ، و اللوجستيا الغربية مجتمعة ،و الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن ، الذي أشرك إبنه هانتر بايدن معه لأسباب لا علاقة لها بسيادة أوكرانيا ، وهو السبب الذي حوله الغرب ليس لحائط مبكى فقط ، و إنما لأشعال الحرب الباردة و سباق التسلح .

ولقد شكلت الثورات البرتقالية الأوكرانية ( الاصلاحية ) ، و انقلاب ( كييف ) عام 2014 سببا رئيسا لتوجه غرب أوكرانيا ليس تجاه الغرب و الاتحاد الأوروبي فقط ، و إنما تجاه حلف ( الناتو ) ، و افتعل نظام ( كييف ) حربا شعبية ضد شرق و جنوب أوكرانيا لضمهم قسرا و لمعاقبتهم على رفض الانضمام للنظام الجديد . و قوبل حراك غرب أوكرانيا بتحرك صناديق الاقتراع في شوق و جنوب أوكرانيا التي صوتت لصالح الانضمام لروسيا ،وهو حق دستوري لهم لا يعارض قانون الأمم المتحدة ، و ساندت روسيا صناديق التصويت ، و لم تتعارض خطوتها مع الأمم المتحدة أيضا . و روسيا استندت في تحريك عمليتها العسكرية الخاصة الدفاعية التحريرية عام 1922 على مادة ميثاق الأمم المتحدة رقم 571 التي تسمح للدولة المعتدى على سيادتها مثل روسيا الدفاع عن نفسها ، فواجهت الحرب الأوكرانية و بالتعاون مع (الناتو ) بالوكالة ،و حتى الساعة ، و تمكنت من تحرير أكثر من 5000 كم و حوالي 300 قرية في الداخل الأوكراني ،وهي روسية الأصل ، و الحقتها بالدستور الروسي ، و هي مستمرة في مشروع تحريرها لتحقيق أهداف العملية العسكرية حتى نهر الدنيبر ، ولن تتراجع عن سيادتها التاريخية على الأرض ، ومن الممكن أن ترضي الجانب الأوكراني الغربي بمساحات على الأطراف ،و مصطلح أوكرانيا يعني باللغة الروسية الأطراف أيضا .

و بموضوعية ، و بعيدا عن العاطفة ، يمكنني القول هنا ، بأن روسيا منتصرة بكل الأحول ، ولقد قالها المفكر الروسي الكسندر دوغين ، .. في الغالب ستنتصر روسيا ، و سيناريو الغرب لن ينتصر ، و إن حقق نصرا و هو الاحتمال الضعيف، فإن روسيا ستواجهه بالسلاح النووي ، وهو الذي لن يبقي أوكرانيا في مكانها في الخيارين . و الخطة الأمريكية الجديدة ، و التي هي ، أمريكية – روسية – أوروبية ، و بمشاركة كوشنر صهر ترامب ، اشترطت تثبيت شرط في الدستور الأوكراني ، و أخر في دستور( الناتو) يمنع أوكرانيا من الانضمام للناتو . ولقد شكك دوغين بجدية الخطة الأمريكية الجديدة ، ووصفها بالمعيقة لتقدم الجيش الروسي على الأرض ، وهو الذي لا يصغي لخطة السلام و تطوراتها في جنيف مالم يحقق أهدف العملية العسكرية الكاملة . و الولايات المتحدة الأمريكية بقيادة الرئيس دونالد ترامب تفهم روسيا ، و تنصح الرئيس المنتهية ولايته فلاديمير زيلينسكي بقبول الخطة الأمريكية أو الاستمرار في حرب خاسرة تحصد أرواح الجنود خاصة من الطرف الأوكراني .

و روسيا منتصرة لعدة أسباب أخرى ، لعدم بدءها للحرب ، و لكونها لا تعامل غرب أوكرانيا و العاصمة ( كييف ) كما تعامل إسرائيل العرب و في مقدمتهم الفلسطينيون ،فهي ، أي روسيا لا تستهدف الأوكران الأشقاء لهم ، و لا نظام أوكرانيا ، و تحرص على حرب مع الجيش الأوكراني المقابل و الذي يشترك معه في الميدان كامل الغرب الأمريكي بصورة غير مباشرة تقترب من أن تكون مباشرة . وروسيا منتصرة لتمسكها و لفهمها للقانون الدولي بعكس ما يفسر الغرب ذلك .و استقلال أوكرانيا له خصوصية روسية و سوفيتية سابقة . و هي منتصرة لثباتها على موقفها ، و لا تصنف نفسها على أنها محتلة ، و كل ما تحرره ، هو أرض روسية دخلت الدستور الروسي سابقا و حاليا .

ولم تتمكن العاصمة ( كييف ) على مدى حربها مع روسيا العظمى ، الأولى على مستوى العالم مساحة ، و في السلاح النووي العسكري ومنه البحري ، و في الفضاء ، و قائدة عالم متعدد الاقطاب ، و على مستوى اقتصاد أسيا ، و المنفتحة على منظمات اقتصادية كبيرة مثل البريكس و شنغاهاي ، من تحقيق أي نصر عليها ، و لم تحرر شبرا واحدا مما ححررته روسيا خلال أكثر من ثلاث سنوات ، و خسرت ( كييف ) عدة ألاف من جنودها غير أبهة بأهميتهم لعائلاتهم المكلومين بهم . و بطبيعة الحال تقدم روسيا الشهداء وسط جنودها ، و تعتبرهم شهداء من أجل الوطن ، فمن أجل ماذا هم شهداء غرب أوكرانيا ؟ هل هم من أجل عيون عواصم الغرب و الأغراء بالمال و السلاح ، و هو الذي لم يجدي نفعا على الأرض ؟

ولم تجدي حزمة العقوبات الغربية الاقتصادية على روسيا ، و لا تحريك المسيرات الغربية الصنع إلى داخل العمق الروسي ، و لا التهديد بصواريخ هوك الأمريكية أو الأوروبية ، و لا عبر تشكيل حلف عدواني أوروبي ضد روسيا تقدمته بريطانيا ، و فرنسا ، و ألمانيا .

ولم تفلح عمليات عزل روسيا عن خارطة العالم ، وهو الذي واجهته روسيا بالانفتاح عبر مؤتمراتها ، ومن خلال نشرها للنووي السلمي ، و كان منه حديثا المفاعل النووي في منطقة ( ضبعة ) المصرية . ولن تفلح محاولة الغرب استخدام الأصول المالية الروسية المركونة لديهم ( 300 مليار دولار ) لإعادة إعمار أوكرانيا ، أي أوكرانيا الغربية ، بينما هم من هدروا أكثر من 500 مليار دولار على حرب أوكرانية خاسرة . و الغريب أيضا هنا في سرقة أموال خزائن الغرب من قبل نظام أوكرانيا الذي يحارب روسيا وسط أهداف سرابية واضحة .

مدار الساعة ـ