على بعد خطوة من القمر: تحديث مُرعب يغير تقديرات مسار الكويكب 'الخطير'

مدار الساعة-أصدر العلماء تحديثاً مرعباً بشأن الكويكب 2024 YR4، الملقب بـ"قاتل المدينة"، بعد أن أظهرت ملاحظات جديدة أن احتمالات اصطدامه بالقمر قد تصل إلى 30٪.

الكويكب، الذي يبلغ قطره 220 قدما (67 مترا)، يقترب بسرعة مذهلة قد تتجاوز 29 ألف ميل في الساعة، ويهدد بترك حفرة هائلة على سطح القمر وإرسال آلاف الأطنان من الصخور نحو الفضاء، بما في ذلك اتجاه الأرض.

ومع اقتراب تلسكوب جيمس ويب الفضائي من رصد الكويكب في فبراير المقبل، يتسابق العلماء مع الوقت لتحديد مساره بدقة واتخاذ القرارات اللازمة لمنع أي تأثير محتمل على الأقمار الصناعية والبنية التحتية الفضائية الحيوية، ما يجعل هذا الحدث واحدًا من أهم التحديات الفضائية في العقد الحالي.

وكان من المقرر أن يصطدم الكويكب بالقمر في 22 ديسمبر 2032 بنسبة 4٪ فقط، لكن الحسابات الأخيرة قد تغير هذه التقديرات بشكل كبير.

إذا ضرب الكويكب القمر، فقد ينتج عن الاصطدام حفرة بعرض 0.6 ميل، مع قذف كميات ضخمة من الصخور نحو الأرض، وهو ما قد يشكل تهديدًا للأقمار الصناعية التي تدير الاتصالات والملاحة.

ويستعد تلسكوب جيمس ويب الفضائي لمراقبة الكويكب خلال نافذتين قصيرتين في فبراير 2026، ما يمثل فرصة ذهبية لتحديد مساره بدقة قبل أن يعود للكشف مرة أخرى عام 2027. بحسب العلماء، هناك احتمال بنسبة 80٪ أن تقلل الملاحظات الجديدة من فرص الاصطدام إلى أقل من 1٪، بينما هناك فرصة بنسبة 5٪ أن تزيد الاحتمالات إلى 30٪.

يشير الخبراء إلى أن الوقت ينفد أمام وكالات الفضاء لاتخاذ قرار بشأن التدخل، مثل محاولة تحويل مساره باستخدام التأثير الحركي أو حتى وسائل أقوى مثل الانفجار النووي، والتي يجب تنفيذها قبل عام 2030 لتكون فعالة، وفقا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية.

وفقا للدكتور أندرو ريفكين من جامعة جونز هوبكنز، فإن سرعة الكويكب قد تتجاوز 29 ألف ميل في الساعة (46800 كم/س)، مما يطلق انفجارا يعادل 500 مرة قوة القنبلة الذرية على هيروشيما ويقذف آلاف الأطنان من الصخور إلى الفضاء.

ويؤكد خبراء وكالة الفضاء الأوروبية أن الاصطدام بالقمر لن يهدد البشر مباشرة، لكنه قد يمثل تهديدا للبنية التحتية الفضائية الحيوية. وتظل الدراسات والمراقبات الدقيقة ضرورية لتقييم الخطر بشكل كامل قبل اتخاذ أي قرار.

الكويكب الذي رُصد لأول مرة في ديسمبر 2024 أثار قلق العلماء سابقا عندما سجل أعلى احتمالات اصطدام بالأرض بين أي كويكب معروف، قبل أن تقل لاحقًا تقريبًا إلى الصفر مع المزيد من الملاحظات. لكن مساره الحالي نحو القمر يعيد إثارة المخاوف، ويضع وكالات الفضاء أمام تحدٍ كبير يتطلب استجابة سريعة ومدروسة.