مدار الساعة - عاودت خلال الأيام الماضية، الأحاديث عن "ذهب عجلون" على مواقع التواصل الاجتماعي في المملكة، بين عدد من الناشطين .
الاشاعات التي تحدثت عن وجود "ذهب" في عجلون في العام 2014، عاودت للظهور مجدداً ، وهو ما نفته الحكومة في حينها واكدت ان ما تم العثور عليه هي اجهزة تجسس تابعة للاحتلال تم زرعها في الماضي.
هذه الاشاعات دفعت بمدير الأمن الوقائي السابق العميد المتقاعد زهدي جانبيك، للحديث عما حدث خلال الكشف عن اجهزة التجسس.
وقال جانبيك في تدوينة عبر حسابه فيسبوك: " آن الأوان أن يتوقف هذا اللغط... وان يتوقف هذا التشكيك... وإذا كان أي معارض للحكومات يريد أن يواجه الحكومة فليواجهها بحقائق ثابته حتى يحافظ على مصداقيته... ويحافظ على انتماءه... اعذروني للصمت اربع سنوات... ولكن... يكفي".
وتالياً نص ما كتبه العميد المتقاعد زهي جانبيك عن الحادثه بالتفصيل :
ذهب عجلون...انفجار يحدث في منطقة نائيه شمال شرق الأردن... فريق معالجة المتفجرات التابع للأمن الوقائي يتم استبعاده وكذلك فريق الهندسه الاستجابه السريعه... ليتم جلب فرق أكثر خبرة لمعالجة الموقف ويتم التكتم على الموضوع بدرجه كبيره جدا... ليتبين أنه انفجار ذاتي (قد يحتوي على مواد مشعه)... الانفجار حدث نتيجة تحرك جهاز تجسس مزروع على خط اتصالات... وحركته حدثت بسبب أمطار غزيره أصابت الموقع وكشفت الجهاز مما سبب انفجارا ذاتيا... تولت القوات المسلحه عملية مسح هائله جدا على مستوى المملكه و تم بموجبها اكتشاف خمسة مواقع أخرى.. ثم تم مواجهة الإسرائيليين بأننا نعلم بموضوع التجسس وطلبنا منهم تزويدنا طوعا بمواقع الاجهزه الأخرى... تم مقارنة المعلومات التي زود نا بها مع نتيجة المسح الذي أجرته القوات المسلحه وتطابقت المعلومات... اطمأنت القيادة إلى المعلومات... وبدأ العمل على ازالتة الاجهزه... أحبتي الأعزاء : لا تصدقوهم وإليكم حقيقة ذهب عجلون...
بداية عام 2014 اتصل بي العقيد ف. ا. ز من مرتب سلاح الجو وطلب مقابلتي... التقينا.. أبلغني أن هناك عملية امنيه بحاجة إلى تعاون الأمن العام فيها... مختصر العملية أن هناك فريق تفجير إسرائيلي سيحضر إلى الأردن لتفجير جهاز تجسس مزروع على خط اتصالات في منطقة على الطريق إلى بغداد... وأنهم بحاجة إلى مساعدة الأمن الوقائي لإتمام العملية بسرية تامه... أبلغت مرجعيتي بالمعلومه وبدأنا التعاون... باليوم التالي (وكان يوم عطله) التقينا انا والعقيد المذكور في منزله (منفردين بدون السائقين) في إحدى ضواحي عمان وانطلقنا إلى المنطقه المعنيه لإجراء الكشف الأولي...ووجدنا المكان بناءا على احداثيات GPS تم تزويدنا بها... هناك كان ضابط أقل رتبة بانتظارنا... الموقع كان يبعد عن الطريق الرئيسي إلى بغداد مسافه بسيطه جدا لا تتجاوز العشرين مترا... اتفقنا أن يقوم فريق من الأمن الوقائي باستخدام سيارات من الدوريات الخارجيه بقطع الطريق قبل موقع التفجير 2 كم وبعد موقع التفجير 2كم وان يتم عمل تحويله بعمق 1 كم إلى يمين الشارع باتجاه الحدود بحيث لا يمكن لأي سياره أن تشاهد ما يحدث... غادرنا انا والعقيد الموقع عائدين إلى عمان... عند حضور فريق التفجير الخاص من إسرائيل مع كافة معداته قمت بتكليف المقدم أ. ش من مرتب الأمن الوقائي بالإشراف العام على العمليه... وقمت بتكليف المقدم س. ح من مرتب الأمن الوقائي باختيار الفريق اللازم من مرتبه دون إعلامهم بالهدف ومرافقة سيارات الدوريات والإشراف على التنفيذ بالموقع... خالف هذا المقدم التعليمات وقام بتصوير العمليه (سررت لقيامه بمخالفة التعليمات)... تم تنفيذ عملية التفجير بنجاح ودون أي ضجه اعلاميه... بعد فترة بسيطه أبلغني العقيد المذكور بموقع التفجير التالي وكان هذه المره بعجلون... تم تكرار السيناريو السابق بحضور فريق التفجير الإسرائيلي مع كافة معداته... قمت بتكليف المقدم أ. ش بالإشراف العام على العمليه ومقدم آخر (كليهما مرتب الأمن الوقائي) بالإشراف المباشر على عملية التفجير... تمت العملية بنجاح وتم تصويرها أيضا...
ما الذي حدث؟
محافظ عجلون في حينها لم يكن على اطلاع ولا علم بالعملية كلها... للأسف أصدر تصريحا لم يكن بمكانه... وزير الداخليه في حينها حاول أن يكحلها (يصحح تصريح المحافظ) ف عمى عينها... الناطق باسم الحكومه في حينها زاد الطين بله... التصريح غير الرسمي الذي نطق بالحق في حينها كان بيان المتقاعدين العسكريين الذي وصف المعدات الاسرائيليه وذكر لونها ومن أين دخلت ولكن هذا البيان لم يستطع تحديد الهدف من العمليه... اللغط الأفلام الذي تبع العملية.. والتضارب بتصريحات الحكومه اضطر قائد الجيش لعقد مؤتمر صحفي مشترك... وكان قائد الجيش صادقا فيما قال (للعلم كنت على خلاف حاد معه ولا يهمني رضاه أو عدمه لا الان ولا في حينها)... هذه هي الحقيقه كامله... وانا شخصيا شاهد عليها... والضباط الذين نفذوا جانب الأمن العام لا زال بالخدمة (معظمهم).... وكل من يدعي أنه شاهد ذهبا بالموقع فقد كذب... وكل من يدعي أنه شاهد شيئا خلاف ما ذكرته لكم فقد كذب...
آن الأوان أن يتوقف هذا اللغط... وان يتوقف هذا التشكيك... وإذا كان أي معارض للحكومات يريد أن يواجه الحكومة فليواجهها بحقائق ثابته حتى يحافظ على مصداقيته... ويحافظ على انتماءه...
اعذروني للصمت اربع سنوات... ولكن... يكفي