أصغر مكتشف للكويكبات.. كيف حقق طفل إنجازاً مذهلاً في الفلك؟

مدار الساعة -في سن 12 عاماً فقط، استطاع سيدهارث باتيل من لندن، أونتاريو، أن يترك بصمته في عالم الفلك باكتشاف كويكبين جديدين، ما جعله أحد أصغر المكتشفين في كندا والعالم. إنجاز سيدهارث لم يكن مجرد حدث استثنائي لطفل شغوف بالفضاء، بل هو دليل حي على كيف يمكن للشغف والتفاني، حتى في سن صغيرة، أن يفتح آفاقاً جديدة لفهم أسرار الكون.

من خلال برنامج دولي بالتعاون مع وكالة ناسا، ساهم هذا الشاب الموهوب في رصد أجسام فضائية قد تكون غير معروفة سابقاً، مما جعله مصدر إلهام للشباب والمهتمين بالعلوم حول العالم.

وحقق سيدهارث هذه الاكتشافات في سبتمبر كجزء من برنامج دولي للعلوم بالتعاون مع وكالة ناسا، ما يجعله أحد أصغر الكنديين الذين ساهموا في اكتشاف الكويكبات.

وبينما قد تستغرق عملية التحقق من مدارات الكويكبات ما يصل إلى عقد من الزمن، فإن إنجازه حظي بالاحتفاء من قبل المجتمع العلمي وأولئك المهتمين بمشاركة الشباب في العلوم.

بدأ سيدهارث شغفه بعلم الفلك منذ سن الخامسة باستخدام تلسكوب، بدعم من والديه رغم افتقارهما إلى خلفية علمية. وقال لصحيفة تورنتو ستار: "لم يكن الفضاء يُدرّس في المدارس حقا. بدأتُ بدراسة الفضاء بعد العودة من المدرسة، لأتابع اهتماماتي وأحلامي."

حقق اكتشافاته للكويكبات من خلال التعاون الدولي للبحث الفلكي (IASC)، وهي مبادرة عالمية تتيح للطلاب فحص صور مسح السماء بحثًا عن أجسام فضائية مجهولة. استُخرجت صور سيدهارث من مرصد بان-ستارس في هاواي ومرصد كاتالينا للمسح السماوي في أريزونا، ويقع الكويكبان المكتشفان في الحزام الرئيسي للكويكبات بين المريخ والمشتري.

خطوات نحو الفضاء

يحلم سيدهارث بأن يصبح رائد فضاء، وقد اتخذ بالفعل خطوات عملية لتحقيق هذا الحلم. انضم مؤخرا إلى برنامج طلاب الطيران الملكي الكندي، الذي يقدم تدريبًا على الطيران وتنمية المهارات القيادية. ويخطو على خطى رواد فضاء كنديين بارزين مثل جيريمي هانسن، المشارك في مهمة أرتميس 2 حول القمر، وكريس هادفيلد، أول قائد كندي لمحطة الفضاء الدولية.

شغف بالتصوير الفلكي

إلى جانب رصد الكويكبات، اكتسب سيدهارث شهرة واسعة في مجال تصوير الفضاء. فقد فازت صورته للمذنب C/2023 A3 (تسوتشينشان-أطلس)، محاطًا بمجرة درب التبانة، بجائزة اختيار الجمهور في مسابقة "التقاط الظلام" لعام 2025 التي نظمتها دارك سكاي إنترناشونال، وفقا لـ "dailygalaxy ".

وقال لهيئة الإذاعة الكندية:"أعشق التقاط الصور من خلال تلسكوباتي. عندما أذهب إلى مكان مظلم مليء بالنجوم، أشعر بالدهشة وأدرك مدى غموض الفضاء."

على الرغم من أن اكتشافات سيدهارث لا تزال بانتظار التأكيد الرسمي، إلا أنها تسلط الضوء على قدرة برامج العلوم المدنية مثل IASC على منح الشباب فرصة تقديم مساهمات قيمة. وتستخدم هذه المبادرات بيانات تلسكوبات متقدمة لاكتشاف كل شيء، بدءا من الأجرام البعيدة خلف نبتون وصولًا إلى الكويكبات القريبة من الأرض التي قد تشكل خطراً، وفقًا لوكالة ناسا.