مدار الساعة - نشر موقع "آف بي. ري" الروسي تقريرا تحدث فيه عن التغيرات التي ستطرأ على العالم في حال ذوبان جميع الأنهار الجليدية في العالم.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن الكرة الأرضية تشهد ارتفاعا في درجات الحرارة منذ عدة عقود، إلا أن المسألة باتت تُشكل تهديدا حقيقيا في السنوات الأخيرة، إذ يتغير المناخ بصفة فعلية ما يجعل كوكب الأرض أشد حرارة.
ويعني ذلك أن ذوبان الجبال والأنهار الجليدية سيستمر. لكن السؤال المطروح هو: كيف يمكن أن يهدد ذلك الإنسانية؟
وأكد الموقع أنه لا يلاحظ الارتفاع في درجات الحرارة بصفة واضحة، إذ يتحقق التوازن على كوكب الأرض من خلال الانخفاض الحاد لدرجات الحرارة في مناطق وارتفاعه الشديد في مناطق أخرى.
وعلى سبيل المثال، خلال هذا الصيف، سمحت بعض محلات السوبر ماركت في فنلندا للسكان بقضاء الليل في قاعات التسوق المزودة بمكيفات هوائية قوية، لإنقاذ السكان من موجة الحرارة غير المسبوقة التي اجتاحت البلاد.
في المقابل، شهد سكان جنوب أفريقيا ظاهرة نادرة تمثلت في سقوط الثلوج بكثافة، لتغطي المنطقة التي لم تشهد مثل هذه "المعجزة" سابقا.
وبناء على ما ذُكر آنفا، يعتقد خبراء الأرصاد الجوية أن هذه الحالات الجوية الشاذة مُرتبطة بالتغيرات المناخية، علما وأن الدراسات السنوية أظهرت أن معدل درجة حرارة كوكب الأرض يشهد ارتفاعا بطيئا ولكن مستمرا.
وبناء على ذلك، إذا لم تتغير الظروف المناخية العامة على كوكب الأرض، قد تشهد البشرية تجارب قاسية.
وأفاد الموقع أن ارتفاع مستوى المياه يمثل نتيجة متوقعة لظاهرة الاحتباس الحراري. وتجدر الإشارة إلى أن الثلج أخف من الماء مما يعني أنه في حال ذوبانه دفعة واحدة فقد يغطي الماء الكوكب كله.
وظهرت هذه النتيجة في فيلم "عالم الماء" للمخرج الشهير كيفين كوستنر، الذي صور كوكب الأرض مغمورا بمحيط لا نهاية له، وعلى سطحه يعيش البشر الذين يحاولون البقاء على قيد الحياة في المدن العائمة على بقايا البشرية البائسة.
وأضاف الموقع أنه قد لا تكون النهاية مأساوية لهذه الدرجة، إذ يقول العلماء إنه لا يمكن أن تغرق الكرة الأرضية بأكملها، إلا أن المدن والمناطق الساحلية ذات الارتفاع المنخفض ستختفي من على وجه الأرض.
وستواجه كل من فلوريدا، وهولندا، ومولدوفا، وإستونيا ولاتفيا وليتوانيا، بالإضافة إلى جزء كبير من الصين وبنغلاديش وسيدني، إلى جانب الشريط الساحلي بأكمله لأستراليا، وجزء من أمريكا اللاتينية، فضلا عن أوروغواي وباراغواي، الغرق وستكون تحت الماء.
وأكد الموقع أن مساحة البحار ستتسع، كما ستغرق العديد من المدن مثل شنغهاي، ولندن، والإسكندرية، والقاهرة، والبندقية، وسان بطرسبورغ وبوينس آيرس وغيرها. كما سيندمج البحر الأسود وبحر قزوين مع بحر آرال، وستختفي طبيعة سيبيريا الرائعة.
وذكر الموقع أن الطقس سيكون شديد القسوة، إذ ستهطل الأمطار بغزارة في فصل الشتاء، فيما ستهب العواصف الثلجية في آيار/ مايو.
كما ستشهد بعض المناطق الجفاف الشديد. وبسبب ارتفاع مستوى المحيطات على الكوكب، ستتغير مسارات التيارات البحرية، لذلك لن ترسل بعض البلدان الدافئة تيارها الدافئ إلى أوروبا مما سيجعل درجات الحرارة منخفضة هناك.
وعلى ساحل البحر الأبيض المتوسط، سيصبح الطقس أشد برودة، إلا أن مناخ أمريكا الشمالية سيكون أقل قسوة بالمقارنة مع بقية المناطق. ويتوقع علماء المناخ أنه مع اختفاء القطبين ستصبح بعض المناطق غير صالحة للعيش، على غرار عدة مناطق في وسط القارة الأفريقية التي ستصبح حارة وجافة وقد تتحول إلى صحاري شاسعة.
وأورد الموقع أن الكوارث الطبيعية تؤثر على الإنسان بصفة كبيرة، لكن ذوبان الأنهار الجليدية يهدد الإنسانية بطريقة أكثر وحشية، مما يعني أن بعض الدول قد تشهد كوارث إنسانية، خاصة إذا لم تستعد حكوماتها لمواجهة هذا التغير المناخي. في هذا السياق، ستصبح آلاف الكيلومترات المربعة تحت الأرض وسيضطر الملايين لمغادرة منازلهم.
وأكد الموقع أنه في حال ذوبان الكتل الجليدية، سيضطر كوكب الأرض لإعادة توطين الشعوب، مما سيجعل غزو الهون لروما أمرا بسيطا أمام ما قد يحصل على كوكب الأرض في المستقبل. وعلى العموم، لا يزال الوقت مبكرا للحديث حول هذه المسألة.
فوفقا لحسابات العلماء، كي يختفي الجليد القطبي بصفة تامة، ومع معدل ارتفاع درجات الحرارة الحالي، يتطلب الأمر خمسة آلاف سنة، ما يعني أنه إلى أن يحين ذلك الوقت، قد تجد البشرية طريقة لتجنب هذه الكارثة العالمية.