وشهدت الدورة الـ15 للجمعية العامة للأمم المتحدة التي عقدت عام 1960، ثاني أطول خطاب في تاريخ الجمعية حيث تحدث الزعيم الكوبي فيديل كاسترو 4 ساعات و29 دقيقة من منبر الأمم المتحدة، مطلقاً على خطابه اسم "فلسفة الحرب ستزول بعد زوال فلسفة النهب". واستعرض كاسترو في خطابه أهداف الثورة الكوبية، وحذر واشنطن من مهاجمة كوبا الثورية ووصف الرئيس الأمريكي المقبل جون كينيدي بـ"الجاهل" و"غير المتعلم". وأشار إلى أن واشنطن تستخف بعزم الزعيم السوفييتي نيكيتا خروشوف على دعم الثوار في كوبا باستخدام أسلحة نووية.
لم تكن الخطابات وحدها صاحبة النصيب في كتاب التاريخ، وفي 1960 دخل حذاء خروشوف التاريخ بعد أن خلعه وضرب به على الطاولة احتجاجاً على خطاب الرئيس الفلبيني الذي انتقد السياسات الاستعمارية السوفيتية.
ومن بين الخطابات المهمة والاستثنائية، التي شهدتها الجمعية العامة، خطاب الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات الذي اعتلى منبر الأمم المتحدة عام 1974، الذي حمل في طياته كلمات هزت القاعة بتصفيق حار، بترديده عبارته الشهيرة التي بادر فيها لأول مرة للحديث ضمنياً عن السلام:"لقد جئتكم يا سيادة الرئيس بغصن الزيتون في يدي وبندقية الثائر في يدي فلا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي"، ورددها ثلاث مرات، حتى دوّت القاعة بتصفيق حار ووقوف طويل للقادة الحاضرين آنذاك.
وفي 2006 كان الدور لفنزويلا، لتدخل التاريخ عبر بوابة الأمم المتحدة، بغرابة صدمت الحاضرين جميعاً، إذ بصق الزعيم الفنزويلي الراحل هوغو شافيز على منبر الجمعية العامة، ووصف وبكل جرأة الرئيس الأمريكي آنذاك جورج بوش بـ "الشيطان"، مكملاً عبارته بأن الشيطان جاء إلى هنا بالأمس. ولا تزال رائحته موجودة. وأثارت كلمة شافيز ضجة كبيرة خاصة وأنها أتت في غضون الحرب الأمريكية على العراق.
وفي 2009 أيضاً، شهدت الجمعية العامة، خطاباً اعتبر الأشهر وألقاه الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، الذي فاجأ الجميع بتمزيقه ميثاق الأمم المتحدة على منبرها وأمام جميع الحاضرين، قائلاً إن وقته انتهى في الحرب العالمية الثانية، ليرمي بعدها "الكتاب الأبيض" قائلاً إن فيه الحل الخاص "بإسراطين" قاصداً الفلسطينيين والإسرائيليين. كما انتقد الديمقراطية قائلاً إن السلام العالمي في خطر، ومسيطر عليه من دولة واحدة، نحن 190 أمة موجودين هنا "ديكور".
وفي 2012، خرج رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو برسمة لقنبلة تشرح التطور النووي في إيران فاجأ الجميع فيها، وطالب في خطابه بأن يوضع خط أحمر أمام الخطر الإيران.