في لحظة فارقة من تاريخ المنطقة، جاء انعقاد قمة الدوحة الطارئة ليضع العالم أمام مشهد عربي وإسلامي موحّد في رفض العدوان والدفاع عن السيادة. ومن قلب هذا المشهد، برز الموقف الأردني واضحًا وحاسمًا، ليؤكد مجددًا أن الأردن لم يكن يومًا على هامش الأحداث، بل في قلبها.
الأردن، وهو يحمل مسؤولية الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، كان صوته في الدوحة امتدادًا لدوره التاريخي في الدفاع عن فلسطين، وفي التصدي لكل ما يهدد استقرار المنطقة. فقد جاء خطاب عمان في القمة معبّرًا عن الإرادة الشعبية والرؤية الملكية، التي ترى أن العدوان على أي دولة عربية هو اعتداء على الجميع، وأن صمت العالم لم يعد مقبولًا أمام الانتهاكات المتكررة للقانون الدولي.كما أن مشاركة الأردن لم تقتصر على البعد السياسي فحسب، بل حملت أيضًا رسالة استراتيجية: أن التضامن العربي هو خط الدفاع الأول عن أمن المنطقة، وأن التعاون مع دول الخليج، وقطر خصوصًا، هو ركيزة لمستقبل أكثر استقرارًا وأمانًا.اقتصاديًا، فتحت القمة الباب أمام فرص جديدة لتعزيز الاستثمارات القطرية والخليجية في الأردن، بما ينسجم مع أولويات التنمية واحتياجات الشباب الأردني الباحث عن فرص عمل ومشاريع مستقبلية. أما على المستوى الدولي، فقد استطاع الأردن أن يُوازن بين موقفه الحازم في إدانة العدوان، وبين حرصه على استمرار قنوات التواصل مع القوى العالمية المؤثرة، حفاظًا على دوره كصوت عقلاني ومرجعية في القضايا الإقليمية.إن رسالة الأردن من الدوحة كانت واضحة:عمان لا تدافع فقط عن أرضها أو عن فلسطين، بل عن مبدأ عالمي يقوم على احترام السيادة وحق الشعوب في الأمن والحرية.وبذلك، فإن الأردن، من الدوحة إلى العالم، يكتب اليوم فصلًا جديدًا في دوره كقوة سياسية وأخلاقية، تثبت أن الكلمة الصادقة والموقف الثابت ما زالا قادرين على صنع الفارق في زمن تتسارع فيه الأحداث والتحولات.عليان يكتب: الأردن من الدوحة إلى العالم
مدار الساعة ـ