علينا الطلاق تعبنا

الكاتب : احمد الهروط

بتوقيت الضريبة يكونُ لوجع الاردني تقويمٌ خاص يؤرّخُ لخيبتنا ، ويؤرّشفُ الذكريات ، ويُحصي عمرَ هزائمنا. ..
بتوقيتِ الضريبة تسمع بكاءَ ابو العبد وقهر مفلح ، وأنين سالم وسلامة ، وترى ململة كلّ المتقلّبين على الرمضاء.
بتوقيتِ الضريبة نحزم ذاكرةً بعمر الوجع وبحجم الجغرافيا ، ونركض في دروب الخوف والضياع متأملين من الله السلامة.
بتوقيتِ الضريبة نتجرّع لحظات الحزنِ دمعة دمعة ، ونفقد أسباب ومبررات الحياة فننصاع مكرهين لسوط الوجع ودواعي البكاء.
بتوقيتِ الضريبة نمضي بين الأسلاك الشائكة وفوهات بنادق الاسعار ، ونقفُ على الحدّ الفاصل بين عمرين ، لنلتفت بكلّ حنين الكون للوطن بشعابه وشعبه ، ونقسم : إنه أحبُّ البلاد إلينا.
لقد ادمنت الحكومات على قرع طبول الحوارات في كل زوايا الوطن دون ان يكون لها اي حضور في وجدان الناس سوى تقليب المواجع ، وعرض مزيد من الإجراءات عديمة النفع والجدوى ، بوجود ثلة من السحيجة الذين يملأون افواه الفاسدين بالتصفيق.
ولا يخفى على أحد أن للحَبَل الكاذب أعراض الحَبّل الحقيقي.
وحام ، غثيانات ، انقطاع الدورة ، إصابات فيزيولوجية ، ودلع الأمومة.
بالنتيجة ( علينا الطلاق ) لا ينجب سوى الوهم والخيبات المتلاحقة .. وهكذا تتم مصارحة الناس والبحث عن تبريرات بالانتظار مطاردة ومكافحة الفساد
ويبقى السؤال :
هل يستحق هؤلاء الفاسدون الذين أثروا وتكرشوا وأصابهم كولسترول الفساد ، ان ندفع ثمن رذائلهم ووقاحتهم وتماديهم من دماء ابنائنا وامننا واستقرارنا ؟
الخشية كل الخشية ان يركب الموجة هؤلاء الفاسدون والخائفون على مصالحهم ومكتسباتهم، فيّزجون بين من يطالبون بحقوقهم المنهوبة، فيدّعون اننا نريد تخريب الوطن.
لن تفقدونا الانتماء يا من تجزّون رقابنا بسكاكين الضرايب والاسعار.