مدار الساعة - كتبت: غادة عقل
في لحظةٍ لم أطلبها،
وفي دربٍ لم أمهّده،
تسلّل الحبّ كما تتسلل أشعة الشمس بين أوراق شجرة صامدة…
فلم أملك صدّه، ولا النجاة منه.
أنعى إلى نفسي قلبها،
رحماك ربّي،
فإنّي ذُقتُ سكرات الحبّ مجبرة،
فأحسن خاتمةً أظنّها اقتربت،
حين يُرفع غطاءُ القلب، فيُبصر…
هاك الفؤاد، يرى من الشوق ألوانًا.
فغفرانك إن كنتُ قد تخطّيتُ حدودي،
أنت من زرع هواه في قلبي،
فكان ما قسمتَ لي، لا ما أردت.
فإما رحمة،
أو غضبٌ لا أقوى عليه،
وحاشاك أن تُعذّبني بذنبٍ لم أذنبه.
قد كنتَ من طينٍ شكّلتني كما شئت،
ثم نفختَ فيّ من روحك…
لأكون، فكنت.
فلا تُجازني بما اقترفتْه محبّتي،
وتجاوز عن غفلتي،
حين غاب يقيني،
وانكفأتُ على ظلٍّ حسبتُه ضوءًا.
أنت الحقيقة التي أعرفها،
وما سواك أجهله.
أنت من وضعتَ العشق في قلبي،
فلا تُؤاخذني بما فاق قدرتي.
وأعلمُ أن للجرح في القلب أثرًا،
لكن من يُجرحُ وينجو،
يخرجُ من المآسي أكثر صلابةً،
وأقرب إلى ذاته،
وأعمق من كل ألم مضى.
