مدار الساعة - لم يتوقع عالم أمريكي، أن تكون والدته الكفيفة ملهمته، ليكون على بعد خطوات، من تصنيع أول عين صناعية في العالم.
قاد مايكل ماكالبين، الأستاذ في جامعة مينيسوتا، فريقا من الباحثين، لخوض تجربة تثير احتمال تطوير عين اصطناعية، من الممكن أن تعالج بعض أنواع العمى وضعف البصر، بحسب صحيفة "تلغراف" البريطانية.
وتمكن ماكالبين هو وفريقه من تصنيع نموذج أولي لعين صناعية، قادرة على استقبال الضوء "ثلاثي الأبعاد"، "بعدما كان ينظر إلى التجربة بأنها "خيال علمي"، ولكننا الآن أصبحنا أقرب من أي وقت مضى باستخدام طابعة ثلاثية الأبعاد (لتصنيع العين)"، بحسب قوله.
وتوصلت النتائج التي نشرت في مجلة "أدفانسد ماتيريالز" العلمية، إلى كيفية استخدام فريق البحث لطابعة ثلاثية الأبعاد، مصممة خصيصا لتطوير أشباه موصلات تعمل في صورة وحدات ضوئية، وهي مستقبلات تحول الضوء إلى كهرباء، ثم يتم طبع أشباه الموصلات على سطح قبة زجاجية نصف كروية — مماثلة في الشكل إلى سطح العين البشرية — في عملية تستغرق حوالي الساعة.
واستوحى مايكل ماكالبين بحثه الجديد من والدته، سوزان مكلبين، البالغة من العمر 68 عاما، والتي تعاني من حالة تسمى "ثقب البقعة"، وفقدت بصرها في إحدى العيون بعد خضوعها لجراحة فاشلة قبل 7 سنوات.
ويذكر أن ماكالبين، وهو رائد في استخدام الطبع ثلاثي الأبعاد في الطب، استخدم التكنولوجيا في وقت سابق، لتطوير الأذن الآلية في عام 2013. ونال تشجيعا على إطلاق المشروع البحثي في العيون الصناعية، بعد أن وجهت والدته له سؤالا واحدا هو: "متى ستطبع لي عين إلكترونية".
وفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن هناك ما يقدر بنحو 253 مليون شخص في العالم، يعانون بشكل من أشكال ضعف البصر، وهو ما يعني أن إمكانات نجاح أجهزة أشباه الموصلات المطبوعة ثلاثية الأبعاد كبيرة، في حال أن تم إنتاج المزيد منها.
ولكن أوضح مايكل ماكالبين، أنه يستغرق قرابة الساعة الواحدة من أجل زراعة كل هذه الأجهزة الدقيقة في العين الصناعية، معترفا أن العملية بطيئة لأنها تسلسلية، وأعرب عن أمله في إيجاد طرق ربما في المستقبل لزيادة سرعة إنتاجها، ولكن لم يخف أن تحقيق هذا يشكل تحديا كبيرا.