أخبار الأردن اقتصاديات دوليات برلمانيات وفيات مجتمع وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مختارة الموقف شهادة مناسبات مستثمرون جاهات واعراس جامعات مغاربيات خليجيات دين اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة الأسرة طقس اليوم

العتوم يكتب: القتلى العسكر.. من يدفع التعويض لأهاليهم ؟


د. حسام العتوم

العتوم يكتب: القتلى العسكر.. من يدفع التعويض لأهاليهم ؟

مدار الساعة ـ
أقصد القتلى الأوكران من العسكر و حتى المدنيين في رحى الحرب الأوكرانية شيوعا ، و التي هي ، أوكرانية غربية الهوى ، مرتبطة بنظام العاصمة " كييف " و تياره البنديري المتطرف المشابه ،و دعمت مبكرا من وسط الثورة البرتقالية و انقلاب " كييف " الدموي عام 2014 من قبل المملكة المتحدة في زمن بوريس جونسون ، و الولايات المتحدة الأمريكية – جو بايدن ، ثم توسعت شبكة الدعم لتشمل خمسون دولة غربية . و لقد تم تشجيع نظام " كييف " عبر شخصيتين رئاسيتين مثل بيترو باراشينكا ،و فلاديمير زيلينسكي ( فنان الأمس الكوميدي الساخر صاحب مسرحية " خادم الشعب " ، الرئيس عام 2019 الذي تحول لخادم للغرب على حساب مصالح بلاده القومية ) ، و التيار البنديري المتطرف وقف خلفهما ، و هو المحسوب في عمق التاريخ المعاصر على نازية أودلف هتلر في الحرب العالمية الثانية من خلال ستيبان بنديرا ( 1939 / 1945 ) . و الهدف الأول للحرب الأوكرانية و بالتعاون مع دول " الناتو " ضم شرق و جنوب روسيا لنظام أوكرانيا قسرا من دون الالتفات لعدد ضحايا الحرب الشعبية مع المكون الأوكراني و الروسي في الداخل الأوكراني الذي بلغ بداية أكثر من 14 الفا منهم و تشريد غيرهم ، وعبر التشجيع على رفض اتفاقية " مينسك 2015 " التي اشتركت في حوارها ( روسيا ، و بيلاروسيا ، و المانيا ، و فرنسا ) مع وقف الحرب التي استثمرها الغرب لصالح استمرار الحرب مع روسيا بسبب تخوفهم من اجتياح روسيا المزعوم لهم عام 2030 ، و لديمومة الحرب الباردة و سباق التسلح .و لو نجحت الاتفاقية لما سقط المزيد من القتلى في الحرب حتى الساعة من الجانبين الأوكراني و الروسي بنسبة 1-8 من عسكريين و مدنيين لصالح روسيا المدججة بالسلاح و بالمهنية العسكرية الاحترافية المواجهة للعسكرة الأوكرانية الغربية و الغرب الأمريكي التي يتقدمه " الناتو " . وكتابي " مشهد من الحرب التي يراد لها أن لاتنتهي – الروسية الأوكرانية ومع الناتو الصادر عام 2022 ، وكتب تقدمته دولة طاهر المصري ، أجاب على الممكن من حقيقة الحرب التي لازالت سارية المفعول حتى الساعة .
وكما قال رئيس روسيا الاتحادية فلاديمير بوتين مؤخرا : (دخول أوكرانيا حلف الاتحاد السوفيتي عام 1922 ، لا يشبه خروجها منه بمناطق سيادية لروسيا مثل القرم و الدونباس و أبعد ) ، فإن روسيا – بوتين استردت إقليم القرم فورا ، و الذي هو جزء من الدستور الروسي أصلا ، و حركت صناديق الاقتراع بداخله ، وجاءت النتيجة لصالح الانضمام لروسيا . ثم حركت موسكو و عبر تصويت رفيع المستوى للبرلمان و الأعيان ،و بعد توقيع الرئيس بوتين الذي حدد ساعة الصفر ، عملية عسكرية إستباقية ، دفاعية ، تحريرية بتاريخ 24 شباط 2022 لتحصين الدفاعات الروسية في منطقة الدونباس و القرم ، و بنتيجة تمكنت من خلالها ضم ( الدونباس –( لوغانسك و دونيتسك) ، و زاباروجا و خيرسون ،و أبعد حتى منطقة دنيبرو – بيتروفسك ،و صولا لمنطقة نهر الدنيبر و هو الهدف النهائي المعلن للعملية العسكرية و تشمل خاركوف و أوديسا .
ولم تحرك روسيا عسكرتها من فراغ ، أو من دون حق ، فلقد ارتكزت على بنود اتفاقية تفكيك الاتحاد السوفيتي عام 1991 التي تحظر على الدول المستقلة التحالف مع المعسكرات العسكرية المعادية مثل " الناتو " ، و طالبتها بالحياد ، و استخدمت شرعية مادة ميثاق الأمم المتحدة رقم 751 التي تسمح للدولة المعتدى على سيادتها مثل روسيا الدفاع عن نفسها ، و أبلغت أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بذلك . و القيادة الروسية ، والمواطنون الروس يعتبرون الأوكران إخوة لهم و جيران ، و لا يستهدفونهم ، و نظامهم السياسي ليس هدفا روسيا بطبيعة الحال ، و يحاورونه . و روسيا كما أقول دائما ليست إسرائيل و سلوكها السلبي المعروف في قطاع غزة و مع المقاومة العربية في لبنان و اليمن .
وكان أمام العرض الروسي الثاني للسلام عامي 2016 في إسطنبول ، و 2022 في ( أنقرة ) فرصة لأوكرانيا كما لروسيا للوصول لسلام يوقف نزيف القتل و التشريد، لكن هيهات ؟ و استمر القتال و التشريد بسبب تشاور " كييف " مع أوروبا و أمريكا في عهد الرئيس جو بايدن المعادي لروسيا لاحقا بعد لقاء جنيف . و اجتمع الروس و الأوكران على مستوى الخبراء في إسطنبول ثانية 2025 بعد سلسلة لقاءات في المملكة العربية السعودية ، و في موسكو بحضور مستشار الرئيس ترامب – ستيف و يتكوف ،و بعد انشطار الرأس الأمريكي سياسيا عن الاتحاد الأوروبي بقوة تزويد موسكو لواشنطن بالمعلومات و الوثائق الدقيقة و الصحيحة المطلوبة لمعالجة ملف الحرب الأوكرانية . ولقاء ترامب – زيلينسكي في البيت الابيض أظهر التغير الذي حدث في القناعة الأمريكية المنصفة للموقف الروسي من الحرب التي لم تبدأها روسيا ، لدرجة توبيخ الرئيس زيلينسكي من قبل ترامب و اتهامه بتصعيد الحرب إلى حرب عالمية ثالثة محتملة مدمرة . و إعلان ترامب بأنه لا يريد حربا عالمية ثالثة و بأنه يريد وقف الحرب الأوكرانية و حرب غزة أيضا .
لازال الاتحاد الأوروبي يمارس الدسيسة ضد روسيا لأسباب لاعلاقة لها بسيادة أوكرانيا ، و لا للدفاع عن القانون الدولي الذي تتمسك به روسيا أكثر من تمسك الغرب به . وكلما اقترب الجانبان الروسي و الأوكراني من السلام ظهرت أصوات في الاتحاد الاوروبي تنادي سرا و علنا بتأجيل توقيع " كييف " على السلام الذي تريده روسيا عادلا ، و هي المنتصرة في الحرب بكل الاحوال . و شكلت العملية اللوجستية الأوكرانية الأخيرة في العمق الروسي في منطقتي سيبيريا و القطب الشمالي عبر تصنيع و استخدام المسيرات من الداخل الروسي ضربة جديدة لمسار السلام و احتمال لقاء قادم بين الرئيسين بوتين و زيلينسكي ، و هو الذي أكده الرئيس بوتين بنفسه معتبرا الرئيس زيلينسكي منتهية ولايته و غير شرعي ، و بأن النظام الأوكراني الباحث عن السلطة حولها لمنصة للإرهاب .و تصريحات إسبانيا ،و المانيا ، و فرنسا ، و إنجلترا حول الحرب و السلام وسط الحرب الأوكرانية لازالت تستمر سلبية . و موسكو – بوتين أعلنت بأن السلام الروسي و الأوكراني المنشود ، الأصل أن يأتي عادلا و تحت النار ، و لا يشبه السلام من دون قتال كما كان الحال وقت اتفاقية " مينسك " .
ماهي النتيجة التي وصل إليها نظام " كييف " بعد تحرير روسيا 25% من الاراضي الأوكرانية السابقة و دخولها الدستور الروسي ؟ و بعد توقيع معاهدة استثمار للمصادر الطبيعية النادرة الأوكرانية مع أمريكا – ترامب ثمنا لتكاليف الحرب بالتعاون مع كامل الغرب ، و بقيمة 500 مليار دولار بدلا من التكلفة الحقيقية للحرب البالغة 350 مليار دولار ؟ ولقد خاب ظن زيلينسكي عندما اعتقد بأن حربه مع روسيا التي اسندها الغرب ستكون مجانية ومن أجل سواد عيونه . فمن هي الجهة المسؤولة في غرب أوكرانيا و في الاتحاد الأوروبي ، و في أمريكا – بايدن عن ضرورة تعويض أهالي القتلى الأوكران من عسكريين و مدنيين ؟ أعتقد بأنهم مجتمعين مسؤولون عن ذلك . وشراء زيلينسكي كما وردنا لطابق في برج خليفة ، و لبيت في تل أبيب مؤشر على سلبية تعامله مع شعبه الفقير ، و الذي دفع به إلى أتون الحرب ليهلك ،و مؤشر أخر على تجهيزه بعد تركه السلطة ليهاجر .
و الان ، لقد رفض نظام زيلينسكي حديثا استلام جثث 6000 قتيل عسكري أوكراني غربي بعد تورطه بعملية لوجستية خطيرة ضربت مطارات عسكرية روسية و قطارات ، و جسر القرم للمرة الثالثة . و هو من استلم قبل ذلك 909 قتيلا عسكريا قبل لقاء إسطنبول . و مطالبات داخل العاصمة " كييف " التي قصفتها روسيا مؤخرا كردة فعل على العملية اللوجستية الأوكرانية التي وصفتها موسكو ، ووصفها الرئيس بوتين بالإرهابية ، بإقالة زيلينسكي الرافض لإستلام جثث مقاتليه العسكر ليتم دفنهم بكرامة وفقا لتقاليد الدين المسيحي ، و تماما كما صرح بذلك فلاديمير ميدينسكي مستشار الرئيس بوتين .لكن كييف نفذت اتفاقية إسطنبول 1 بتبادل 1000 أسير عسكري من كل طرف وعلى دفعات .
و أخيرا هنا و ليس أخرا ، لقد أصبحت روسيا الاتحادية العظمى مطالبة بتحصين أمنها الداخلي لحماية روسيا من الاختراقات اللوجستية و العسكرية القادمة من خارج الحدود ، من غرب أوكرانيا ، ومن الغرب تحديدا ، و هو أمر غاية في الأهمية ، و لا يقل أهمية من قوة روسيا العسكرية المعروفة بمستوياتها التقليدية ، و البحرية ، و الفضائية ، و النووية ، و احتلال الرقم 1 عالميا فيهم .
مدار الساعة ـ
story