انتخابات نواب الأردن 2024 اقتصاديات أخبار الأردن جامعات دوليات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات مقالات مختارة مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

البصرة.. والحسرة

مدار الساعة,مقالات
مدار الساعة ـ نشر في 2018/09/10 الساعة 11:19
حجم الخط

حيث يلتقي الفرات بدجلة تبكي البصرة بلا دمع فالماء شُحّ، والتلوث انتشر وسقطت على أعتاب مدينة النخيل الأرواح.

هل اليوم دورها بالثورة على الظلم والطغيان؟

فرغيف الخبز مغطىً بالدم ورشفة الماء النقي باتت نادرة والبصرة عطشى وأبنائؤها على رصيف الإنتظار لفرصة العمر يقضون الأعوام بلا عمل ويحصلوا على لا شيء ، وهم الفئة المثقفة التي أثبتت على مر العصور بأنها الأجدر والأحق بفرص الحياةولكن في الواقع ما من جدوى فلا وجود لفرص العمل في ثاني أكبر مدينة عراقية! بينما أصحاب السلطة يجتمعون بمجالس من ذهب يتعاملون بميزانيات خيالية . البارحة كانت الفرصة بيد الحكومة لتغير الحال لتعطي هذه الأرض حياة ولكن خلافات البارحة ما زالت عالقة والبصرة تعاني تدهوراً صحياً اقتصادياً.

"لتصرخ أحداهن بدموع حرقة وخوف :

على الباب تقف أمي تبكي أخوتي الذين خرجوا للتظاهر وهي الأرملة منذ عامين دون أن تنسى ألم الفراق أتوسل إليكم لا أريد لأمي أن تبكي العمرالمتبقي أرملة و ثكلى".

بينما لا يسمع نحيب أمها وتوسلها أحد. خرج الشبان حاملين على أكتافهم نعوش الكرامة فقُوتُ اليوم ليس المشكلة فقط وإنما الكرامة أيضاً

انتفض الشعب وبراكين الثورة لن تهدأ بعد إعطاء الحكومة فرصةً وفشلت.

التهبت ألسنة الشوارع بالشعارات المددة وفي الإعلام المرئي ترى وجوه السياسيين الماكرين كعادتها متفاجئة تحاول تبرير الموقف دون أن تنجح فعلى الواقع رصاصٌ يُهدي العراق الحر الشهداء تباعاً.
لقد كان لهم الحق بالبقاء بالحياة بالكرامة والكثير الكثير من العز ولكنهم ذُلوا ومن الحرمان امتلأت الشوارع وانتفض الوطن فالثورة لا تعرف ديناً ودُنيا هي إرادة للحرية للأفضل وللحياة و فرصة أخيرة من رصيد الفُرص بالوطن المُفلس.

ما عاد هناك وقت للإنتظار لأولئك السياسيين الذين يبيعون الأوطان بأبخس الأثمان ويتركون الشعوب تموت على سرير الانتظار بينما هم يتلاعبون بالأموال بلا خوف من رقيب ، فهم فاسدون بالفطرة والعراق تحمّل ما لم يحملهُ وطن ،الاستعمار والحروب المتتاليةوالتدخلات الخارجية التي تلاعبت بشعبه وكأنهم دُمى بلا أرواح.

اليوم طفح الكيل وبات المكيال يحملُ أطناناً من الحقد على كل من مسَّ العراق وآسى أهله.

تأخرت الحكومة بتلبية المطالب وها هي الآن تعبر عن مخاوفها من انتقال التجمهر السلمي إلى حالة نزاع مسلح بالرغم من أنها المسبب الأكبر لكل هذا الخراب واليوم باتت تلوم المندسين وكأن الشعب جاهلاً لا يعلم بأن المندسون هم أُناس وجدوا لمصالح الفاسدين و دول أخرى والمتهم الأكبر إيران ومواليها.

ما عاد العراقيون يحتملون تدخلاتها ودعمها للفاسدين فأُحرقت القنصلية الإيرانية في البصرة بينما ردت إيران عبر العصائب الموالية لها بإطلاق النار على المتظاهرين السلميين لتشتعل الفتنة والخسارة دوماً بصف الشعب المُرهق الذي يقدم أرتالاً من الشهداء ، فإيران أنبتت موالون وأحزاب تحتمي بهم في مواجهة غضب الشعب الذي احتج على تدخلها بشؤون العراق لزمن من القهر ليُجابه بالنيران فقط لأنه أراد الحياة . هذه أوطاننا التي تقتل الأحلام و تُسقيك ماءاً ملوثاً.

هنا البصرة مدينة النخيل والنفط تعاني من العطش وهي نقطة إلتقاء دجلة والفرات وكل هذا التلوث بسبب من؟

هل من مجيب يشفي غليل الشعب ؟!

هل من حياة ستكتب لهذا الشعب الأبي ؟!

بالطبع ستُكتب ، فهم الشعب الذي يستحق الحياة وسيستجيب القدر.

مدار الساعة ـ نشر في 2018/09/10 الساعة 11:19