مناسبات أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات جامعات وفيات برلمانيات مجتمع رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس مقالات مختارة تبليغات قضائية مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

النعسان يكتب: فرسان الحق .. علمنا بالعالي


رضوان مصطفى النعسان
عضو المجلس المركزي / حزب الميثاق الوطني

النعسان يكتب: فرسان الحق .. علمنا بالعالي

رضوان مصطفى النعسان
رضوان مصطفى النعسان
عضو المجلس المركزي / حزب الميثاق الوطني
مدار الساعة ـ
في توقيت بالغ الحساسية، وفي لحظة راهن فيها أعداء الوطن على انشغال الدولة بحدث وطني رفيع، حاولت يد الغدر أن تمسّ أمن الأردن واستقراره. إلا أن مؤسسة بحجم جهاز المخابرات العامة الأردنية، وُجدت أصلًا لمنع مثل هذه التهديدات قبل أن تولد، وها هي تُثبت مجددًا أن الأمن الوطني ليس مساحةً للاجتهاد، بل ميدانًا تُديره نخبة من الرجال، بكفاءة مهنية، وولاء لا يتزعزع.
وفق ما تم الإعلان عنه رسميًا، فقد تمكن جهاز المخابرات العامة من إحباط عملية إرهابية معقّدة كانت تستهدف منشآت حيوية ومراكز أمنية ومدنية، بتخطيط مسبق وتنفيذ كان سيحدث في توقيت متزامن مع احتفالات المملكة بيوم العلم الأردني. عملية تم التحضير لها بسرّية تامة، وبأدوات متقدمة وخطط خبيثة، إلا أن حنكة الجهاز وكفاءة أفراده حالت دون وقوعها، وقطعت الطريق أمام كل من يحاول العبث بأمن المملكة.
ما حققه الجهاز لم يكن نجاحًا أمنيًا عابرًا، بل هو امتداد لمسيرة طويلة من العمل الاستخباري المحترف، تؤكد أن المؤسسة الأمنية الأردنية لا تكتفي بالردّ على التهديد، بل تستبقه وتُجهضه في مهده.
تعمل هذه المؤسسة بهدوء، وتحتفظ بقدرتها على تنفيذ عمليات نوعية تُجنّب الدولة أثمانًا باهظة، وتمنحها فرصة الاستمرار في مسيرتها بثقة وثبات.
ما جرى يعيد التأكيد على أن الجبهة الداخلية الأردنية – بتركيبتها السياسية والاجتماعية – تمثّل ركيزة الأمن والاستقرار. وإن محاولات استهداف الأردن، مهما تنوّعت أدواتها، تصطدم دائمًا بوحدة وطنية صلبة، أساسها وعي الشعب، وتماسك مؤسساته، وإجماع غير قابل للمساومة على رفض الفوضى، والتصدي لكل من يحاول المسّ بهيبة الدولة أو أمنها.
أن يتزامن هذا الإنجاز الأمني مع يوم العلم الأردني ليس مجرد تلاقٍ في التوقيت، بل هو تعبير حيّ عن أن الراية التي نرفعها هي أكثر من رمز، إنها تعبير عن صلابة دولة، وكرامة شعب، وتاريخٍ صُنِع بتضحيات الرجال. فالعلم الأردني لا يُرفع فقط في الساحات، بل يُحمى في الخنادق، وفي غرف العمليات، وعلى طاولات التقدير الاستراتيجي.
وفي صلب هذا المشهد، تقف القيادة الهاشمية بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، بوصفها المرجعية التي يقف خلفها الأردنيون صفًا واحدًا، بثقة تامة بحكمة القرار، وعمق الرؤية، وصلابة التوجه.
قيادة تُمكّن مؤسسات الدولة، وتمنحها الغطاء السياسي والشرعي لتنفيذ مهامها بكفاءة واقتدار، وتحمي الأردن من الانزلاق في محاور الفوضى التي عصفت بالمنطقة.
مرة أخرى، يُثبت الأردن أنه دولة منيعة، ليست بحجم المساحة، بل بحجم الإرادة، والقدرة على الدفاع عن الذات.
جهاز المخابرات العامة اليوم لا يُسجل انتصارًا فحسب، بل يُرسل رسالة واضحة: الأردن ليس ساحة مفتوحة، ولاهدفًا سهلًا، وأمنه خط أحمر دونه الأرواح.
نجدد العهد بالوقوف خلف مؤسساتنا، ودعم أجهزتنا الأمنية، والالتفاف حول قيادتنا الهاشمية، إيمانًا بأن الوطن الذي نحب، يستحق أن نحميه بكل ما نملك.
مدار الساعة ـ