مناسبات أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات جامعات وفيات برلمانيات مجتمع رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس مقالات مختارة تبليغات قضائية مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

البواريد يكتب: يومُ العلم الأردني… رايةُ الفخر وعنوانُ الطموح


منصور البواريد

البواريد يكتب: يومُ العلم الأردني… رايةُ الفخر وعنوانُ الطموح

مدار الساعة ـ
ليسَ مُجرّد قماشٍ يُرفرف في السماء، بل هو اختصارٌ لتاريخٍ عابق بالتضحيات، ورمزٌ لوطنٍ لا تنحني هاماته مهما اشتدت العواصف. في يوم العلم الأردني، لا نحتفل بلونٍ وشعار، بل نُجدّد العهد مع هويةٍ راسخة، ووطنٍ كتب مجده بأنامل أبنائه الأوفياء، وسواعد جنوده الذين يحمونه ليلًا ونهارًا.
وإذا كان العلم الأردني يُزيّن الساحات والقلوب، فإنَّ رجال الوطن، من أجهزتنا الأمنية والمخابراتية، يُزيّنون الصفحات الناصعة في سجل الشرف الأردني. ما حدث ليسَ مُجرد خبر عابر، بل فصل ناصع من رواية اسمها اليقظة الوطنية، إذ تم إحباط مخطط إرهابي خطير بكل حنكة واحترافيَّة؛ ليُثبت الأردن من جديد أنَّه ليسَ فقط واحة أمن واستقرار، بل قلعة وعيِّ ودرع حصين لا يُخترق، وأنَّ خلف كل علم يُرفرف عيون لا تنام، وقلوب لا تخاف، وسواعد لا تهتز.
لكن الوطن لا يُصان بالبندقية فقط، بل بالفكرة، والخطة، والرؤية. فإذا كُنّا نُريد لعَلَمنا أنْ يظل عاليًّا، فثمة نقاط أساسية لا بُدَّ أنْ نتمسك بها، أولًا، علينا أنْ نُؤمن بالكفاءة كطريقٍ أساس لصناعة القرار. ثانيًّا، علينا أنْ نفتح الأبواب أمام كل مبدع ومجتهد؛ ليأخذ مكانه الطبيعي في خدمة الوطن، ولتكون الفرص مرآةً للجدارة والطموح. وثالثًا، لا بُدَّ مِن الاستثمار الحقيقي في التعليم والمعرفة، باعتبارهما الجسر الذي نعبر من خلاله إلى المستقبل، والورد الذي لا يجفّ لأمة تطمح أنْ تكون في الصفوف الأولى. رابعًا، من المهم أنْ نمنح الشباب حقهم في المشاركة لا بالاستماع فقط، بل بالتمكين الفعلي. خامسًا، لا غنى عن إعلام وطني مسؤول، يروي الحقيقة، ويُظهر الإنجاز، ويكون شريكًا في البناء لا تابعًا في الظل. وسادسًا، يجب أنْ نُوثّق بطولات أجهزتنا الأمنية بلغة عصرية تصل إلى الجيل الجديد، عبر السينما والإعلام الرقمي والمناهج الدراسية، حتى تبقى القصص الحقيقية حاضرة في الوجدان.
ومن الضروري أنْ نفرح أيضًا إذا تحسن اقتصادنا؛ لأنَّ اقتصادنا ليسَ فقط مؤشراً على الاستقرار المالي، بل هو أيضًا ركيزة لتعزيز الحالة الاجتماعية في البلد. الاقتصاد يعزز نهضة هذا الوطن فكريًّا وفلسفيًّا ونقديًّا، ويُسهم في نموه الإنتاجي في جميع المجالات، سواء كانت في الاقتصاد أو الوعي الأدبي والثقافي. عندما يكون لدينا اقتصاد قوي، نُسهم جميعًا في رفع مستوى الإنتاجية والوعي العام، مما يُغني المجتمع فكريًّا ويُحسن جودة الحياة للجميع.
رؤيتنا لا تُبنى على النقد الجاف، بل على الأمل والإيمان بإمكاناتنا المشتركة. نحن نُؤمن أنَّ الأردن قادر على التقدم بثقة نحو المستقبل إذا توفرت الإرادة والعمل المتكامل بين جميع فئات المجتمع.
بالمثابرة على ترسيخ ثقافة الإبداع وتكافؤ الفرص في مختلف الميادين، يمكننا أنْ نبني وطنًا أكثر قوة، يستحق أنْ يظل عَلمه خفّاقًا في السماء، ورايته تُرفع في كل المحافل، ليسَ فقط نتيجة للظروف، بل بفضل الجهود المستمرة والتطلعات الطموحة التي نؤمن بها جميعًا؛ لأن الإرادة الصادقة والجهود الحثيثة رسمت هذا الطريق بعزمٍ وإيمان.
وفي هذا اليوم الأغر، يوم العلم الأردني، لا نكتب فقط عن رمزية الألوان، بل عن معنى أنْ تحيا في وطنٍ تحرسه البطولة، وتقوده الحكمة، وتصونه الكرامة، نكتب وعدًا لا نردده في المناسبات، بل نحمله في داخلنا: أنْ يبقى هذا العلم خفّاقًا، لا لأنَّ الرِّيح تُحرّكه، بل لأنَّ القلوب ترفعه.
مدار الساعة ـ