مناسبات أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات جامعات وفيات برلمانيات مجتمع رياضة وظائف للأردنيين أحزاب تبليغات قضائية مقالات مختارة مقالات أسرار ومجالس مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

حدادين يكتب: قمة 'أم الدامي'.. حين ارتفع العَلم في أعلى نقطة، وارتفعت معه كرامة الوطن


المحامي الدكتور يزن دخل الله حدادين

حدادين يكتب: قمة 'أم الدامي'.. حين ارتفع العَلم في أعلى نقطة، وارتفعت معه كرامة الوطن

مدار الساعة ـ
باسم الوطن، وبكل فخر واعتزاز، سطر الأردن مشهدًا وطنيًا خالدًا، حين اعتلى أبطال الجيش العربي الأردني قمة جبل "أم الدامي" – أعلى قمة في المملكة – ورفعوا فوقها علم الوطن، في لحظة تجلّت فيها كل معاني الانتماء، وتجسّدت فيها أسمى صور الولاء لتراب هذا الوطن الطهور.
فعلى ارتفاع 1854 مترًا فوق سطح البحر، وفي قلب صحراء وادي رم العابقة بالمجد والتاريخ، وقف الجنود في صمتٍ مهيب، لا يرفعون مجرد راية، بل يرفعون معها كرامة وطن، وتاريخ أمة لا تنكسر. لم يكن الصعود إلى القمة مجرد تحدٍ جغرافي، بل كان صعودًا في المعنى، وارتقاءً في الرمزية، وترسيخًا لقيمة الجندية التي لا تعرف إلا الوفاء والإخلاص.
واختيار جبل "أم الدامي" لم يكن عبثًا؛ فهو جبلٌ لا يطاول السحاب فحسب، بل يُشبه في شموخه وعنفوانه صلابة الأردنيين، الذين اعتادوا أن يبنوا وطنهم بالصبر والعزم، رغم كل الصعاب والتحديات. وكما أن الصعود إلى القمم يحتاج إلى عزيمة لا تلين، فإن مسيرة البناء الأردنية هي الأخرى رحلة كفاح لا تعرف التراجع.
وجاء هذا الحدث العظيم متزامنًا مع يوم العلم الأردني، ليضفي على المشهد بُعدًا رمزيًا عميقًا، يؤكد أن علم المملكة ليس مجرد رمز يُرفرف في المناسبات، بل هو نبضٌ حيّ، يُسكن في القلوب، ويُغرس في أعالي القمم، ويحمله جنود لا يعرفون النوم، بأرواح لا تهدأ، وعزائم لا تنحني.
وجبل "أم الدامي"، الذي كان شاهدًا على هذا الحدث الوطني الجليل، لم يعد مجرّد معلم طبيعي، بل تحوّل إلى منارة وطنية، علمية وسياحية، تروي قصة ارتباط الأردني بأرضه، وارتباط الأرض بالتاريخ، والحاضر بالمستقبل. هناك، حيث السماء تقترب من الأرض، وقف الجنود في صمتٍ مهيب، وكأنهم يؤدّون قسمًا جديدًا للوطن، خطابًا صامتًا لا يُقال بالكلمات، بل يُقال بالمواقف والوقوف الصلب.
لقد خطّ الجيش العربي الأردني، بهذا المشهد، صفحة مشرقة جديدة في سجل المجد الوطني، وأثبت للعالم أجمع أن حب الوطن لا يُقاس بالخطب والشعارات، بل يُترجم بالفعل والانتماء الحقيقي. فعندما يرتفع العلم، ترتفع معه كرامة الوطن، وترتفع معه نفوس الأردنيين جميعًا، أولئك الذين يرون في هذا العلم مستقبلًا لا يُساوم عليه، وراية لا تُنكس.
الدكتور يزن دخل الله حدادين
محامٍوخبيرقانوني
مدار الساعة ـ