مدار الساعة - كتب: رئيس لجنة الشباب الحزب الوطني الاسلامي محمد فودة - في عالمٍ يشهد تحولات متسارعة وتحديات أمنية متزايدة، يبقى الوطن هو الملاذ الآمن، والحصن المنيع، الذي يستحق منّا كل تضحية. وفي قلب هذا الحصن يقف الشباب الأردني، درع الوطن وسنده، في خندق المواجهة ضد كل من تسوّل له نفسه تهديد أمن البلاد واستقرارها. إن حماية الوطن من الإرهاب والتطرف ليست مجرد واجب عابر، بل هي مسؤولية مقدسة، تفرضها تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف، وقيمنا الوطنية الأصيلة.
الشباب الأردني وعي ومسؤولية
يمثل الشباب الأردني الشريحة الأكبر في المجتمع، وهم عماده ومستقبله، وبقدر ما يحملون من طموح، فهم يحملون أيضاً حساً وطنياً عالياً ووعياً متقدماً بالتحديات التي تحيط بوطنهم. لقد أثبت شباب الأردن في أكثر من موقف، أنهم على قدر المسؤولية، يحملون همّ الوطن في قلوبهم، وينخرطون بإخلاص في كل ما يعزز أمنه واستقراره.
لقد بات واضحاً أن الإرهاب لم يعد مجرد خطر عابر، بل هو تهديد متجدد، يتخفى بأقنعة كثيرة، ويتسلل عبر الفكر قبل أن يتحول إلى فعل. وهنا تبرز أهمية دور الشباب في الوقوف سداً منيعاً أمام هذا الفكر الظلامي، عبر تعزيز مفاهيم الاعتدال، والانفتاح، واحترام التنوع، وهي القيم التي نشأ عليها الأردنيون منذ تأسيس الدولة.
الواجب الديني في مواجهة الإرهاب
إن الدين الإسلامي بريء من كل أشكال الإرهاب والتطرف، وهو دين الرحمة، والسماحة، والعدل. وقد شددت نصوصه على حرمة النفس البشرية، ورفضت أي اعتداء على الأبرياء. ومن هذا المنطلق، فإن حماية الوطن من الإرهاب ليست مجرد واجب وطني، بل هي أيضاً واجب ديني لا يقبل التأجيل أو التساهل.
على الشباب أن يدركوا أن التمسك الحقيقي بالدين يتمثل في السلوك الحسن، وحب الخير للناس، ونبذ العنف والكراهية .
وكل من يستخدم الدين ذريعة لارتكاب الجرائم أو نشر الفتن، فإنه لا يمثل إلا نفسه، ويخالف جوهر الإسلام وروحه.
لقد أثبتت القيادة الهاشمية، وعلى رأسها جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، أنها صمام أمان هذا الوطن، بحكمتها وحنكتها وبعد نظرها. في كل محطة مفصلية، كان الهاشميون السند الحقيقي للشعب، والحريصين على كرامته وأمنه وازدهاره.
واليوم، ومع تعاظم التحديات الإقليمية والدولية، يقف الأردنيون صفاً واحداً خلف قيادتهم، مؤمنين بأن وحدة الصف هي أقوى سلاح في وجه كل التهديدات. وهذا الاصطفاف ليس مجرد تأييد عاطفي ، بل هو انتماء راسخ، وثقة مبنية على تاريخ من الإنجازات والمواقف المشرفة.
الأجهزة الأمنية عيون ساهرة وقلوب نابضة بالولاء
لا يمكن الحديث عن حماية الوطن دون الإشادة بالأجهزة الأمنية الأردنية الباسلة، التي تقف بكل شجاعة ويقظة في وجه أي خطر يهدد أمن البلاد. هؤلاء الرجال الأوفياء، الذين يسهرون لننام، ويضحون لنحيا بأمان، هم النموذج الأسمى للفداء والانتماء.
لقد حققت الأجهزة الأمنية الأردنية إنجازات مشهودة في مكافحة الإرهاب والجريمة ، وباتت مثالاً يحتذى به في المهنية والانضباط. وكل مواطن ، وكل شاب على وجه الخصوص ، مدعو لأن يكون داعماً وسنداً لهؤلاء الأبطال للحفاظ على أمن الوطن واستقراره
إن الوطن أغلى ما نملك، وحمايته مسؤولية مشتركة لا تقتصر على جهة دون أخرى. والشباب الأردني، بما يمتلك من وعي وحماسة وحب للوطن، هو خط الدفاع الأول في مواجهة كل التحديات، وعلى رأسها الإرهاب والتطرف.
فلنكن جميعاً، شباباً وشيباً، في خندق الوطن، أوفياء لقيادتنا الهاشمية، معتزين بأجهزتنا الأمنية، متمسكين بقيمنا الدينية والإنسانية، كي يبقى الأردن آمناً، عزيزاً، شامخاً، منارة للسلام والاستقرار في محيط مضطرب .