مدار الساعة - كتبت: هبه بني سلمان - في السادس عشر من نيسان، لا نحتفل بلون أو قماش، بل نحيي رمزًا نقش مجده على جبين الوطن، ورفرف عاليًا فوق كل منعطف حاسم في تاريخ الأردن. إنه "يوم العَلَم الأردني"؛ يوم تنحني له القلوب إجلالًا، وترتفع فيه الهامات فخرًا، بظل راية لم تنكس، ولم تخضع، ولم تتبدل.
العَلَم... رواية وطن لا تختصر
لم يُنسج العَلَم الأردني بخيوط قماش فحسب، بل غُزل من خيوط الثورة والكرامة، وخُطت ألوانه بمداد من التاريخ. الأسود يروي حكاية العباسيين، والأبيض يُشرق من نور الأمويين، والأخضر يُنبض بحياة الفاطميين، والمثلث الأحمر يُشعل وهج الثورة العربية الكبرى، أما النجمة السباعية البيضاء فهي بوصلة القيم: التوحيد، والإنسانية، والعدل، والتسامح، والاحترام، والمساواة، والكرامة.
في ظلاله كُتبت الحكاية
تحت هذا العَلَم، وُلدت الدولة الأردنية، وخطت خطواتها بثبات وسط عواصف الإقليم. هو الراية التي لفّت شهداء الجيش العربي في معارك العز، وظلت ترفرف في وجه التحديات، شاهدة على كل إنجاز، وحاضرة في كل وجدان.
من الماضي إلى المستقبل
يوم العَلَم ليس تذكيرًا بما مضى فحسب، بل هو التزام بما سيكون. فكل جيل يرفعه، يضيف إلى معناه، ويبني فوق رمزيته. هو العهد المتجدد بأن يبقى الأردن قويًا، موحدًا، شامخًا. إنه وعد الأجداد، ومسؤولية الأحفاد.
العَلَم ليس مجرد رمز... بل شرف
أن تُرفع العَلَم على السارية، هو أن ترفع كل القيم التي يمثلها. هو أن تحمله في سلوكك، في عملك، في إخلاصك لوطنك. في يوم العَلَم، نحن لا نحتفل براية، بل نبايع وطنًا، ونجدد القسم أن يظل الأردن بيت العدل، ومنارة السلام، وعنوان العروبة.
ختامًا
يوم العَلَم الأردني ليس لحظة عابرة في الذاكرة، بل هو نبض دائم في صدر كل أردني حر. هو درس في التاريخ، ونداء للمستقبل. فليظل العَلَم مرفوعًا فوق رؤوسنا، وفي قلوبنا، ولتظل رايته خفاقة… لأن العَلَم الأردني ليس راية فحسب، بل هو "وطن بأكمله".