في الوقت الذي تتوالى فيه التحديات على الأردن من الخارج، يطفو على السطح اليوم خطر من نوع مختلف خطر داخلي متمثل بخلايا إرهابية تعمل في الخفاء تحمل أجندات تخريبية تتربص بأمن الأردن واستقراره ، لم يعد التهديد يقتصر على الحدود بل تسلّل إلى داخل الأردني الأمر الذي يطرح تساؤلات خطيرة لمصلحة من يتم تهديد أمن الأردن؟ ومن المستفيد من زعزعة استقراره الداخلي واستهداف أجهزته الأمنية والاستخباراتية ؟
نحن نعلم أن الأردن كان وما زال بلدًا مستهدفًا خارجيًا، لكن المتغير اليوم هو وجود أيدٍ داخلية تنفذ مخططات خارجية فهل هناك من يسعى من الداخل لتنفيذ أجندات دولية؟ وهل هناك أطراف داخلية تخلّت عن واجبها الوطني وباعت ولاءها لأعداء الوطن؟
هذه الخلية الحاقدة على الأمن والاستقرار في الأردن حملت معها أيضًا المواد الخام لتصنيع المُسيّرات، بهدف استهداف الأمن الداخلي ونشر الفوضى.
هذه الأيديولوجية التي حضروا من أجلها إلى الأردن، وكانوا قد تلقوا التدريبات لتنفيذ هذه المخططات، تهدف إلى ضرب العمق الداخلي للأمن الوطني، من خلال التواصل والتنسيق مع أذرعهم الداخلية في الأردن إلا أن هذا المخطط الفاشل الذي كان يستهدف المساس بالأمن الوطني، تم إجهاضه من خلال جهاز المخابرات العامة الذي يتمتع بالكفاءة والجاهزية العالية لإحباط مثل تلك المخططات.
وما نحن ببعيد عما كان يجري على الحدود الشمالية، وقبل ذلك بأعوام تفجيرات عمّان وشهداء مخابرات البقعة، فهذه الأحداث حملت الكثير من الدلالات على استهداف الأمن الداخلي ، واليوم لا يختلف الواقع كثيرًا عن الماضي، فالمخططات لا تزال تحاول النيل من الداخل، لكنها لم تعد تمر على جهاز المخابرات، الذي هو كعادته متأهب ومتّيقظ لهؤلاء الزمر الإرهابية التي تسعى لضرب الأمن الداخلي في مهده.
وإن طال زمن التخطيط لهذه الأجندات، فإن الضربات الأمنية تأتي دائمًا في الوقت المناسب. فالوعي الأمني والاستخباري لدى جهاز المخابرات العامة كان عامل ردع قوي للكثير من الخلايا التي تحاول النيل من أمن الوطن، وهو جهاز يعلم جيدًا من يقف خلف هذه الخلايا، وما هي أهدافها.
لقد جعل هذا الجهاز من الأردن بلدًا عصيًا على تلك المجموعات الإرهابية وغيرها، ما يشكل دافعًا قويًا للوعي الوطني والمجتمعي في الداخل لإفشال مخططات خفافيش الظلام، وأيديولوجيتهم التي لا تؤدي إلا إلى تدمير المجتمعات، من خلال استغلال جيل الشباب بأفكار متطرفة تستهدف الدولة وأمنها الوطني.
من هنا، فإن ما جرى من كشف لمخططات مثل هذه الخلايا المتدربة والمسلحة لتنفيذ أهدافها على الأرض الأردنية، يجب أن يُواجه بكل حزم وقوة، مع رفض كامل للانجرار نحو الهاوية.
ما قام به جهاز المخابرات العامة هو إنجاز كبير يُقدّر له، فاللعب والعبث في الأردن غير مسموح إطلاقًا، وسيبقى الأردن عصيًا على هؤلاء المخربين، بحنكة القائد، ووعي الشعب، الذي وُلد من رحم جهاز المخابرات العامة.