مناسبات أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات جامعات وفيات برلمانيات مجتمع رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس مقالات مختارة تبليغات قضائية مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

المهيرات تكتب: تسكن فينا الراية.. ونحيا بها وطناً لا يعرف الانكسار


الدكتورة رنا محمد المهيرات

المهيرات تكتب: تسكن فينا الراية.. ونحيا بها وطناً لا يعرف الانكسار

مدار الساعة ـ
في يوم العلم الأردني، لا نكتفي برفع راية، بل نُجدد البيعة لوطنٍ خُطّ تاريخه بالعزّ، وتوشّحت أيامه بثبات المواقف وصدق الانتماء. هي الراية التي لا تسكن الساريات فحسب، بل تسكن فينا، في وجدان كل أردني وأردنية، لأنها ليست رمزاً فحسب، بل هي جوهر الهوية، وصورة الوطن في ضمير الأمة.
هذا العلم الذي نرفعه، ليس قطعة قماش بألوانٍ تتجاور، بل هو إرث أمة، وشهادة ميلاد وطن. هو خلاصة ذاكرةٍ حيّة، تنبض بتاريخ الثورة، وتفوح بعطر الشهداء، وتحكي حكاية المجد من فجر الكرامة إلى حاضر البناء. في كل خيطٍ من خيوطه، عبقُ انتماء، وفي كل لونٍ من ألوانه، دلالة على معركةٍ خاضها الأردنيون دفاعاً عن كرامتهم ووحدتهم وهويتهم.
هو علمٌ لا يقرأ بالألوان، بل بما كُتب بين خيوطه من تضحيات. هو رايةٌ نسجها الفخر وصانها الإباء، ظلّت خفاقة في وجه العواصف لأنها لم تكن يوماً شعاراً شكلياً، بل كانت ميثاقاً وطنياً جمع الأردنيين على كلمة سواء. هو العلم الذي التفّت حوله الأجيال، فكان جامعاً لا مفرّقاً، ورايةً لكل بيت، ولكل قلب أحبّ هذا الوطن.
وفي قلب هذا المعنى، يبرز دور قائد الوطن، جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، الراعي الأول للراية، والحارس الأمين على ثوابتها. هو من حملها في المحافل الدولية، كما يحملها في قلبه، مدافعاً عن صورة الأردن، ومكرّساً لمكانته، لا بالصوت وحده، بل بالموقف والمبدأ. جلالته، بما ورثه من الحسين وبما يجسده من رؤية وحنكة، جعل من العلم الأردني رمزاً لحضور الدولة وقيمها، وأكد أن لا قيمة للراية دون عدل، ولا وزن لها دون كرامة تحفظها القيادة وتحتضنها الشعوب.
في هذا اليوم، نقرأ العلم كما تُقرأ الكتب المقدسة، لا نراه مجرد رمز، بل مرآة لهويتنا الجامعة، التي لا تعرف الجهوية، ولا تركن للمصالح الضيقة، بل تعلي قيمة “نحن” على “أنا”، وتغرس فينا اليقين بأن الأردن أكبر من الأفراد، وأبقى من اللحظات العابرة.
في يوم العلم، نعيد ربط الوجدان بالرمز، ونغرس في أبنائنا أن حب الوطن يبدأ من احترام رايته، وأن الوفاء للأردن يعني أن نحمل علمه سلوكاً لا زينة، وعقيدة لا شعاراً. نرفعها كما يرفعها جلالة الملك: ثابتةً في الموقف، عاليةً في الضمير، مرفوعةً في وجه الرياح.
تسكن فينا الراية… لأنها نحن. نحيا بها وطناً لا يعرف الانكسار، لأن من كانت هويته راسخة كعلمه، لا تهزّه العواصف، ولا تفتّ من عزيمته التحديات.
مدار الساعة ـ