مناسبات أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات جامعات وفيات برلمانيات مجتمع رياضة وظائف للأردنيين أحزاب تبليغات قضائية مقالات مختارة مقالات أسرار ومجالس مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

الخوالدة يكتب: الأردن عصي على الاختراق


د. زيد احسان الخوالدة

الخوالدة يكتب: الأردن عصي على الاختراق

مدار الساعة ـ
بالله عليكم، هل من المعقول أن هذه الصواريخ التي تم ضبطها كانت ستُدخل إلى فلسطين المحتلة لتحريرها؟! من يصدّق هذا الوهم؟! منذ متى كان طريق القدس يمرّ عبر الفوضى في العواصم العربية؟! لقد مللنا هذا الخطاب المكرر الذي يخفي خلفه أجندات لا علاقة لها لا بالمقاومة ولا بالقضية، بل كل ما فيه هو العبث بأمن الدول، وتفجير نسيجها الداخلي، وتشويه وعي شعوبها لتكون مجرد أدوات في خدمة ما يسمى بمحور الممانعة المقنّع، الذي كان – ولا يزال – المسؤول الأول عن تدمير أغلب الدول العربية، وشق الصف، وبث الفتنة.
اليوم نحن مدعوون أكثر من أي وقت مضى إلى تنوير شبابنا بالاعتدال والوعي، وغرس قيم التسامح والانتماء الحقيقي، وتحذيرهم من الوقوع في فخ الإعلام الموجّه الذي يصنع أبطالًا من سراب، ويقحم الأوطان في أزمات لا ناقة لنا فيها ولا جمل.
في زمن تتقاطع فيه المؤامرات مع الشعارات، وتختلط فيه الأصوات الصادقة مع نعيق الدخلاء، نجد بعض شبابنا اليافع، مدفوعًا بالإحباط، مخدوعًا بشعارات براقة ترفعها أجندات تتقن التلون. شجرة جذورها سامة، أصلها عدوٌ للإسلام والعروبة، هي ذاتها التي جثمت على صدر سوريا نصف قرن من القهر والاستبداد، وها هي اليوم تتسلق جدران أوطاننا بوجه جديد، وقناة جديدة، واسم جديد في كل بلد.
هذه الأجندات لا تأتي إلا على أنقاض الأوطان، ولا تعيش إلا في بيئات الفوضى، تتسلل من شقوق الهمّ الاقتصادي والمعيشي، وتدّعي أنها البديل، بينما حقيقتها خراب ودمار وانفصال عن القيم والانتماء.
لهذا، فإن توحيد الصف الداخلي ليس ترفًا ولا شعارًا، بل ضرورة وطنية، وشرط أساسي لحماية الأردن من أن يكون محطة جديدة لهؤلاء. فالمخابرات العامة والأجهزة الأمنية تحبط عملياتهم في الميدان، لكن المسؤولية الأوسع تقع على عاتق المواطن: في بيته، في عمله، في جامعته، وعلى منصاته.
لقد أثبتت أجهزتنا الأمنية كفاءتها العالية، وكان آخرها ما تم من إحباط لمحاولة تمس أمن الأردن، لكننا نعلم أن الحروب الحديثة لا تُخاض بالسلاح فقط، بل بالكلمة، بالفكرة، وبالمواقف. وهنا يبرز دور المواطن الشريف، الكفؤ، الذي يُفشِل كل ما يُخطط لاستهداف وطنه، ليس فقط أمنيًا، بل في ميادين الاقتصاد، والثقافة، والتعليم، والاجتماع.
من يحب وطنه لا يخرج من عباءته عند أول عاصفة، بل يحتضنه أكثر، ويدافع عنه أكثر، ويكون جزءًا من حل أزماته لا جزءًا من تعقيدها.
اليوم، هناك من يتاجر بالهمّ الوطني، ويوهم الناس بأنه المنقذ، بينما هو أداة لهدم الدولة من داخلها. والوعي هنا هو خط الدفاع الأول؛ وعي يحمي البلد، ويُبقي الحقيقة في الواجهة، والراية مرفوعة، مهما اشتدت رياح التشكيك والتضليل.
وفي الختام، نقولها كما يجب أن تُقال: لكل مقامٍ مقال، ومقامنا اليوم هو مقام أمن واستقرار، مقام وفاء وانتماء، مقام رجالٍ ونساءٍ يحرسون الوطن بعيونهم وقلوبهم ومواقفهم. فلا نُخذلهم، ولا نخذل الأردن.
مدار الساعة ـ