في يوم العلم ، تذهب بنا المشاعر حيث ميادين الشرف والبطولة ، ميادين الشموخ والوغى ، يردد العسكري قسمه معلنا (اقسم بالله العظيم ، أن احافظ على هذا العلم ، مرفوعا عاليا) ويردد خلفه كل الأردنيين القسم ، فيا له من علم ، تشتهي كل عين أن تنظر إليه .
في يوم العلم ، تذهب بنا المشاعر حيث ميادين العلم والمعرفة ، فما أجمل المشهد وفلذات الأكباد يقفون فخرا وإجلالا للعلم صباحا في طابورهم ، يلقون التحية إليه وهممهم تعانق السماء ، مستشعريين تضحيات الأباء والأجداد ، مستلهمين التصميم والإرادة ، ويقرأون من ألوانه قصة الوطن.
في يوم العلم ، نستمد من ألوانه الزاهية معاني كثيرة ، فما أجمل السواد فيه فهي رأية الرسول (ص) ، وأخضره الذي يلون سهول وجبال الأردن ، أما بياضه ، فقلوب الأردنيين ، التي غرس بداخلها كل سارية علم، ليخفق دما وشموخا وعزة وكبرياء ، اما مثلثه الأحمر فهي سلالة الهاشميين المحروسة بنجمة ذات سبع مثان ، وما أجمل عمقه التاريخي .
يا لك من علم حمل ألوان الكرامة والتضحيات ، يا من خضبت حمرته دماء شهداء الاردن ، وسال عرق فلاحينا لينبت أخضر ، واستمد الأردنيون من سواده العزم والقوة ، ماضون ببياضه نحو مستقبل نموت من أجله للوطن .
رمزية العلم عند الأردنيين كبيرة ، فيا له من كرامة وشموخ ما يشعره الأردنيين عندما يصعد ويزين منصات التتويج أو عندما ينظرون إلى أسطح المؤسسات وميادين الأردن في عمان والعقبة وكل مكان ، وماذا أصف لكم المشهد ، ونحن نردد أثناء رفعه السلام الملكي بالقول (عاش المليك ، ساميا مقامه ، خافقات في المعالي أعلامه ) وماذا أصف لكم ونحن ننتظر تأهل منتخب بلدنا (إن شاء الله) إلى مونديال (أمريكيا وكندا والمكسيك) أتدرون ماذا ينتظرنا ، علم المملكة الأردنية الهاشمية ، يرفرف في أضخم محفل رياضي عالمي .
اليوم نحن أمام استحقاقات كبيرة ، فالدولة الأردنية عبر مجلس وزراءها ، قرر وأوجد نظاما يلزم المباني والمنازل الجديدة عند منح التراخيص ، من وضع سارية للعلم أمامها ، لتمكين المواطنين من الاحتفال بالمناسبات الوطنيَّة من خلال رفع العلم، وبما يسهم في تعزيز الانتماء وترسيخ الهويَّة الوطنيَّة الأردنيَّة.
رمزية وقيمة العلم ، خطونا به أولى عناوين ورايات الوطن ، ومن هنا ، مكانته ورمزيته لابد أن تكرس في عقول أجيالنا القادمة ، بأن نبقى محافظين عليه مرفوعا عاليا ، وأن نكرس كل أوقاتنا ، لرفعة العلم في تطورنا وإبداعنا وانتاجيتنا .
دعونا ونحن نحتفل بيوم العلم ، أن نقلب صفحات وطننا العزيز ، لتكون فرصة لنا في مراجعة قصص نجاحنا وتضحياتنا وبطولاتنا وانجازاتنا ، دعونا نعتز بهويتنا الوطنية ، دعونا نتفائل ونسمو لأنه سبيلنا لطرق الإرتياح والطمأنينة .
إنه السادس عشر من ابريل ، يوم علم المملكة الأردنية الهاشمية السنوي ، حيث الشهادة على هويتنا ومعانيها ، والتاريخ المضمخ بالعراقة والأصالة ، والعزة والشموخ ، يا شعار الجلال والتماع الجمال/ والإباء في الربى ، ستبقى فخرنا يا علم بلادي