مدار الساعة - كتبت: حلا أبو شاكر - في وطنٍ كالأردن، دُفع ثمن الأمن من دماء أبنائه الأوفياء، لا مكان لخائنٍ باع ضميره، ولا عذر لمن تآمر على وطنه. فخيانة الوطن جريمة كبرى، لا تُبرر، ولا تُغتفر، ويجب أن تُواجَه بحزم لا يعرف التهاون. من يعبث بأمن الأردن أو يضع يده في يد المتربصين به، لا يستحق سوى المساءلة الصارمة والعقاب الرادع. فكما نكرّم الشرفاء الذين يقفون في الصفوف الأولى دفاعًا عن الوطن، يجب أن نقطع الطريق على كل من سولت له نفسه العبث بمقدراته أو تهديد أمنه. فالأردن لا تحميه الكلمات، بل تحميه المواقف، ولا يصونه إلا أبناؤه المخلصون.
برزت دائرة المخابرات العامة الأردنية كالسد المنيع في وجه الفوضى حيث تشكّل خط الدفاع الأول عن الوطن، وتتصدى لمحاولات العبث بأمنه واستقراره منذ سنوات من اليقظة والعمل المتواصل ، هذا الجهاز المنيع نموذجًا يحتذى في مكافحة الإرهاب والتطرف، ليس فقط داخل الأردن، بل كقوة استخبارية فاعلة تحظى بثقة إقليمية ودولية واسعة.
دائرة المخابرات العامة لا تنتظر الخطر ليطرق الباب بل تتقدمه بخطوات وتحبط مخططاته قبل أن ترى النور عشرات العمليات الإرهابية أُحبطت بفضل الجهود الاستباقية والتحقيقات الدقيقة والمتابعة الحثيثة التي لا تغفل عنها لا صغيرة ولا كبيرة والمفارقة أن كثيرًا من تلك المحاولات مرّت دون أن يشعر بها المواطن الأردني،لأن الجهاز كان حاضرًا وقادرًا على وأدها في مهدها.
يكمن سر هذا النجاح المتواصل ليس فقط في ما تمتلكه دائرة المخابرات العامة من تقنيات متطورة وأدوات حديثة، بل في العنصر البشري الذي يشكّل جوهر قوتها؛ رجال محترفون، مدرّبون، يحملون في قلوبهم إيمانًا عميقًا برسالتهم الوطنية يعملون بصمت، ويسهرون حين ينام الجميع، وعيونهم لا تغفل، وأرواحهم مرتبطة بقَسَم لا يُنكث: حماية الأردن من كل تهديد.
يجب أن يكون هناك موقف حازم من الخيانة، فالأمن الأردني لا يُباع ولا يُساوم عليه. يجب أن يُحاسب كل خائن مهما كانت مكانته أو سلطته، وأن تكون العدالة هي سيدة الموقف في هذا السياق. فلا مكان للضعف أو التهاون في حماية الوطن، والأردن لا يُحمى إلا بولاء أبنائه وإخلاصهم، وجهاز المخابرات العامة يبقى هو الحامي الأول لهذا الولاء وهذه الإخلاص.
