مدار الساعة - تشير دراسات حديثة إلى أن التفاعل مع عناصر الطبيعة مثل الاستماع لتغريد الطيور، أو قضاء الوقت بين الأشجار، يمكن أن يخفف من التوتر، ويعزز الشعور بالراحة النفسية.
هذا التوجه، المعروف بـ"علاج الطيور" و"علاج الأشجار"، يلقى اهتماماً متزايداً في الأوساط الطبية، لدرجة أن بعض الأطباء في المملكة المتحدة والولايات المتحدة بدأوا يوصون به كجزء من برامج الرعاية النفسية.
وبحسب تقرير نشره موقع ”إذاعة فرنسا الدولية“، يستند "علاج الطيور " إلى مبدأ بسيط: بضع دقائق من الاستماع المنتبه لأصوات الطيور يمكن أن تقلل من مستويات الكورتيزول في الجسم – وهو الهرمون المرتبط بالتوتر – وتساعد على تهدئة الذهن، والتخفيف من الأفكار السلبية، بحسب دراسات أُجريت في بريطانيا.
أما "علاج الأشجار"، أو ما يُعرف في اليابان بـ"التنزه التأملي في الغابة"، فيدعو إلى قضاء وقت في الأماكن المشجرة، والتفاعل الحسي مع الأشجار، سواء بالمشي بينها أو ملامستها أو حتى "احتضانها"، كوسيلة لتعزيز الارتباط بالطبيعة.
وتُظهر بعض الدراسات أن لهذا النوع من التفاعل تأثيراً مهدئاً على الجهاز العصبي ، وقد ارتبط بتعزيز المزاج، وتقليل أعراض الاكتئاب والقلق.
وتبرز إحدى الدراسات الاستشهادية أن مرضى السرطان الذين كانوا في غرف تطل على مناظر طبيعية أو أشجار أظهروا تحسناً أكبر مقارنة بغيرهم، ما يشير إلى أن مجرد التعرّض البصري للطبيعة قد يلعب دوراً إيجابياً في دعم عملية الشفاء.
ويرى خبراء أن هذه الفوائد ترتبط بما يُعرف بمفهوم "حب الحياة" (Biophilia)، وهو مصطلح صاغه عالم الأحياء الأمريكي إدوارد ويلسون، ويشير إلى الميل الفطري لدى الإنسان للتواصل مع الطبيعة.
لكن هذا التفسير لا يحظى بإجماع كامل؛ فبعض الباحثين، مثل مؤرخة العلوم فاليري شانسيغو، ترى أن علاقتنا بالطبيعة تتأثر أيضاً بعوامل ثقافية. وتوضح أن المجتمعات القديمة، مثل اليونان وروما، لم تكن ترى الجبال أو البحر كمصادر للراحة، بل كانت تعتبرها أماكن موحشة ومهددة، وأن ما عُدّ "جميلاً" في الطبيعة كان في الغالب منظّماً ومزروعاً كالبساتين والحقول.
ومع ذلك، يتفق كثير من المختصين على أن استعادة الصلة بالطبيعة – سواء عبر الطيور أو الأشجار أو مجرد الخروج إلى الهواء الطلق – قد تكون وسيلة فعّالة ومجانية لتحسين الصحة النفسية في عالم يزداد حضرية وعزلة. (إرم نيوز)