في العاشر من نيسان، يقف الأردنيون وقفة فخر واعتزاز وهم يحيون الذكرى الرابعة بعد المئة لتأسيس مديرية الأمن العام، هذه المؤسسة الوطنية الراسخة التي ولدت من رحم الدولة الأردنية مع نشأتها، ونمت معها، وشاركتها رحلة البناء والتأسيس، لتصبح اليوم أحد أعمدة الأمن والاستقرار، وأحد أبرز رموز السيادة الوطنية الأردنية.
104 أعوام من البذل والتضحية والولاء، سطر خلالها نشامى الأمن العام أعظم صور الوفاء والانتماء، وكانوا على الدوام العين الساهرة التي لا تنام، والحصن المنيع الذي يحمي الأردنيين من كل ما يهدد أمنهم وسلامتهم. كيف لا، وهم أبناء الوطن الأوفياء، من حملوا الأمانة بشرف، ووضعوا أرواحهم على أكفّهم فداءً لترابه الطهور، فكانوا صادقين في العهد، أوفياء للقيادة، مخلصين للراية الهاشمية التي ما انحنت يوماً إلا لله.
لقد أثبتت مديرية الأمن العام عبر مسيرتها الممتدة أنها أكثر من مجرد جهاز أمني، بل هي مدرسة وطنية تخرج منها رجال أقسموا أن يبقى الأردن واحة أمن وأمان، في محيط لا يعرف الهدوء. لقد واجهت تحديات جسام، من مخاطر الإرهاب، إلى الجرائم المستحدثة، إلى الكوارث الطبيعية، فكانت دائماً في الطليعة، حاضرة بأعلى درجات الكفاءة والانضباط، تعمل بحكمة القانون، وإنسانية الروح، ووطنية الانتماء.
وما كان لهذه المؤسسة أن ترتقي وتتميز لولا الرؤية الملكية السامية التي آمنت بدولة القانون والمؤسسات، فكان جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله، القائد الأعلى للقوات المسلحة، الداعم الأول لتطوير جهاز الأمن العام، ورفع جاهزيته، وتمكينه من أداء رسالته النبيلة بكل احترافية وشرف. فكان الدمج المؤسسي، والتحديث الإداري، والتطوير التقني، خطوات مدروسة صنعت جهازاً أمنياً عصرياً، متكاملاً، يليق بوطننا العزيز.
وفي ذكرى التأسيس، نستذكر الشهداء الأبرار من أبناء الأمن العام، الذين ارتقوا دفاعاً عن الوطن، وكتبوا أسماءهم بأحرف من نور في سجل الخالدين. نستذكرهم ونقول: دماؤكم الطاهرة ستظل نبراساً نهتدي به، وعهداً علينا أن تبقى رسالتكم حية في كل موقع وميدان.
إن الحديث عن الأمن العام هو حديث عن هيبة الدولة، وعن معنى أن تكون أردنياً، تنام مطمئناً لأن خلفك رجال أقسموا أن لا يُمسّ الوطن بسوء، وأن لا تُرفع عليه يد، أو تُدنس فيه راية. هم منارات مضيئة على طريق المجد، وسندٌ لا ينكسر لوطن بني على قيم النخوة، والعدل، والكرامة.
في الذكرى 104 لتأسيس الأمن العام، نرفع رؤوسنا فخراً بأبناء المؤسسة، ونقول لهم: أنتم عنوان الشرف، ورمز الوطنية، وسفراء القانون. بوركتم، وبوركت سواعدكم، وبورك الأردن بكم، حمى الله الوطن، ودامت رايته خفاقة تحت ظل القيادة الهاشمية الحكيمة .