مناسبات أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات جامعات وفيات برلمانيات مجتمع رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مختارة مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

البطوش يكتب: إياكم والفتن فإنها لا تُبقي ولا تَذر


محمد البطوش

البطوش يكتب: إياكم والفتن فإنها لا تُبقي ولا تَذر

مدار الساعة ـ
يعيش الأردن اليوم مرحلة حساسة ومعقدة في ظل الظروف السياسية والاقتصادية التي يمر بها، خاصة مع التظاهرات الأخيرة التي شهدت موجات من الاحتجاجات المناهضة للأوضاع في غزة، وبينما يُفترض أن تكون هذه التظاهرات تعبيراً عن موقف شعبي تجاه قضايا إنسانية وسياسية، للأسف، شهدنا في بعض الأحيان تجاوزات تمثلت في الإساءة إلى المؤسسة الأمنية والعسكرية في البلاد، وهذا الأمر يعد خروجاً عن المعايير الوطنية التي تحث على احترام مؤسسات الدولة، وهي مؤسسات تعمل بلا كلل من أجل حفظ الأمن واستقرار الوطن، كما أن هذه التصرفات لا تعكس الحقيقة التي يعرفها الجميع عن دور الجيش والأجهزة الأمنية في الحفاظ على وحدة الأردن، وإن ما يميز الأردن عن غيره من الدول هو استقراره النسبي في منطقة تشهد الكثير من التقلبات والصراعات، ومن هنا يأتي دور الجيش العربي الأردني والأجهزة الأمنية في حماية هذا الاستقرار والحفاظ على الأمن الداخلي، وهو ما يفعله هذان الجهازان بكل إخلاص وتفانٍ، الجيش الأردني، الذي يعد من أعرق جيوش المنطقة، لم يكن فقط درعاً للأمة في ميادين المعركة، بل كان دوماً سداً منيعاً ضد الفتن والمخاطر التي قد تهدد وحدة الشعب الأردني، وإن الإساءة إلى الجيش والأجهزة الأمنية لا تمثل فقط تجاوزًا لحقوق هؤلاء الأبطال الذين يضحون من أجل أمننا، بل هي تجاوز للخطوط الحمراء التي لا ينبغي لأي مواطن أن يتخطاها، وعندما يتم شتم الجيش أو يتم اهانة الأجهزة الأمنية، فإننا نسيء إلى أنفسنا، وإلى الوطن الذي نعيش فيه، وان ما يحدث هو دعوة لتقسيم صفوفنا وتفكيك الوحدة التي يجب أن تكون أساس قوتنا في مواجهة التحديات، ومن المؤكد أن الأردن يمر بمرحلة صعبة، ومن الطبيعي أن يكون هناك تفاوت في الرؤى والمواقف تجاه القضايا الإقليمية والدولية، لكن هذا لا يعني أن نعمد إلى تشويه صورة من يضحون بحياتهم من أجل أمننا واستقرارها، فالجيش والأجهزة الأمنية ليسا بعيدين عن الشعب، بل هما جزء لا يتجزأ من نسيج هذا الوطن، يشاركوننا الآلام والأفراح، وهم من يتصدون لأي تهديد قد يمس أمننا الداخلي، سواء كان هذا التهديد مرتبطاً بالجريمة أو بتطرف بعض الأفراد أو حتى بمحاولات التدخل الخارجي في شؤوننا الداخلية.
فالأردن، بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني، يعد نموذجاً للوحدة الوطنية والتماسك الداخلي، وجلالة الملك الذي لطالما حرص على بناء دولة قوية وآمنة، يدعو دائماً إلى التلاحم بين جميع أبنائها، ويشدد على أهمية الوقوف صفاً واحداً في مواجهة أي تحديات، وإننا في الأردن نعيش تحت سقف من الاستقرار الذي يجب أن نحافظ عليه بكل ما أوتينا من قوة، لأن التفريط فيه يعني المخاطرة بمستقبل أبنائنا وأجيالنا القادمة.
ونحن اليوم بحاجة أكثر من أي وقت مضى لأن نتمسك بوحدتنا، وأن نكون صفًا واحدًا في مواجهة التحديات التي قد تواجهنا، ويجب أن نضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، وأن ندرك أن الفتن لا مكان لها بيننا، والفتن مهما كانت صغيرة أو محاولاتها خفية، هي خنجر في خاصرة الوحدة الوطنية، وكلما تركنا لها مجالًا، كلما كانت فرصتها أكبر في تقسيمنا وإضعافنا، ولن نسمح لأنفسنا بأن نكون أداة في يد أولئك الذين يسعون إلى تدمير ما بنيناه عبر عقود من التضامن والوحدة، ولا يجب أن ننسى أن وطننا ليس مجرد قطعة من الأرض، بل هو مزيج من التاريخ والهوية والثقافة التي نشأنا عليها، وهو وحدة متكاملة لا يمكن أن نسمح لأي شخص أو جهة بتفتيتها، ولن تكون الفتن إلا دخانًا عابرًا إذا تمسكنا بعزيمتنا ووحدتنا، وعلينا أن نكون يقظين وواعين بأن أي محاولة للنيل من هذه الوحدة لا بد أن نتصدى لها بكل ما أوتينا من قوة، والوحدة هي التي تعطي الأردن قوته، وهي التي تضمن لنا مستقبلًا آمنًا ومستقرًا، وإن استقرارنا لا يعتمد فقط على قوتنا العسكرية أو الأمنية، بل يعتمد أيضًا على قدرتنا في التمسك بقيمنا الوطنية، واحترامنا للآخر، والعمل سويًا لبناء وطننا، وعلينا أن نكون صفًا واحدًا في مواجهة التحديات، وأن نبتعد عن الانقسام والتفكك، لأن ذلك الطريق لا يؤدي إلا إلى الفوضى والضعف، وكلما تكاتفت جهودنا وتوحدت إرادتنا، كلما أصبحنا أكثر قوة وصلابة في مواجهة أي فتنة قد تحاول زرع الفتنة بيننا، وإن مصلحة الوطن تتطلب منا أن نكون معًا، نواجه الصعاب معًا، ونتجاوز كل أزمة بشكل جماعي، دون أن نسمح لأي قوة كانت بتدمير وحدتنا، لذلك، لنبقَ متمسكين بوحدتنا الوطنية، ولنعمل جميعًا على أن يكون الوطن هو الأولوية، بعيدًا عن أي محاولات للفتنة أو التقسيم، فنحن جميعًا جزء من هذا الوطن الغالي، وكل خطوة نخطوها نحو الوحدة تعني خطوة نحو الأمن والاستقرار الدائمين.
إن الأردن، أرض الطيبة والأصالة، يظل دائمًا عصيًا على الفتن بفضل الله عز وجل وبحكمة قيادته الهاشمية وبوحدة شعبه و لقد سطّر الأردنيون تاريخًا من التلاحم والوفاء، فكلما اشتدت الظروف، وقفوا صفًا واحدًا في مواجهة التحديات.
ونسأل الله أن يظل الأردن أرض الأمان والرخاء، وأن يوفق قيادته الحكيمة ممثلة بجلالة الملك عبدالله الثاني، وأن يحفظ شعبه الأبي من كل شر، وإن قوة هذا الوطن تكمن في وحدته وتضامنه، ومعًا سنظل دائمًا على العهد، في مواجهة كل مكروه.
اللهم احفظ الأردن وأهله من كل سوء، وابقه دائمًا منارة للسلام والازدهار.
مدار الساعة ـ