الأردن من الدول العربية المحورية التي لعبت دورًا بارزًا في دعم القضايا العربية منذ تأسيسه وقد تميز بسياسة خارجية متوازنة قائمة على الاعتدال والدبلوماسية ما جعله يحظى بإحترام واسع في محيطه الإقليمي والدولي إذ أن الأردن منذ نشأته كان أكثر من مجرد دولة على الخارطة بل كان دائمًا بوصلة للعروبة يقود مواقفه بثبات ويعبر عن وجدان الأمة وهمومها ويقف إلى جانب أشقائه في كل المنعطفات التاريخية التي مرت بها المنطقة .
رغم محدودية موارده فتح الأردن أبوابه أمام الأشقاء العرب في أوقات الشدة فاستضاف لاجئي الحروب من فلسطين والعراق وسوريا واليمن واحتضنهم كما يحتضن أبناءه في صورة تجسد أسمى معاني التضامن العربي والإنساني إذ أنه لم يتخلى يومًا عن قضايا العرب وعلى رأسها القضية الفلسطينية التي إعتبرها قضيته المركزية فقد دافع عنها في المحافل الدولية ورفض كل أشكال التنازل عن حقوق الشعب الفلسطيني ويقوم بدور محوري في دعم حقوق الشعب الفلسطيني وواصل أداء دوره التاريخي في حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف تحت الوصاية الهاشمية.
يعرف الأردن بموقفه المتوازن وسياساته المعتدلة وهو غالبًا ما يكون صوت الحكمة والعقل في زمن الأزمات لم يسعى إلى التدخل في شؤون غيره بل سعى إلى تقريب وجهات النظر بين الدول العربية وتعزيز التعاون المشترك لمواجهة التحديات السياسية والاقتصادية ورغم التحديات الجغرافية والضغوط الاقتصادية لم ينكفئ الأردن على نفسه بل واصل أداء دوره العروبي مؤمنًا بأن قوة العرب في وحدتهم وأن المصير العربي واحد لا يتجزأ فقد كانت كلمته دائمًا صادقة ومواقفه نابعة من إرث تاريخي عميق وانتماء قومي لا يتغير.
الأردن ليس مجرد دولة في قلب الوطن العربي أنه بلد لا تحده الجغرافيا ولا تقيده الإمكانيات بل تحركه المبادئ والقيم الراسخة و كان على الدوام قلبًا نابضًا للعروبة وبوصلتها التي تشير دومًا نحو الكرامة والوحدة والمصير المشترك إذ يشكل درعًا حاميًا للقضايا العادلة وصوتًا صادقًا في زمن كثرت فيه الأصوات المتقلبة وسيبقى الأردن بقيادته الحكيمة وشعبه الواعي عنصر توازن واستقرار في المنطقة وشريكًا حقيقيًا في بناء مستقبل عربي أكثر وحدة وازدهارًا.
حمى الله الأردن شعبًا وقيادةً