مناسبات أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات وفيات برلمانيات جامعات أحزاب مجتمع رياضة وظائف للأردنيين مقالات أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مختارة جاهات واعراس الموقف شهادة مستثمرون دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

العتوم يكتب: زيلينسكي: أوكرانيا - إسرائيل العظمى


د. حسام العتوم

العتوم يكتب: زيلينسكي: أوكرانيا - إسرائيل العظمى

مدار الساعة ـ
ورد لطرفي حديث مسجل جديد – صوت و صورة – و باللغة الأوكرانية القريبة من اللغة الروسية ، يتحدث فيه رئيس غرب أوكرانيا و دولة " كييف " ، فلاديمير زيلينسكي بأن بلاده أوكرانيا ستصبح في وقت قادم غير معروف ليس سويسرا ، و إنما إسرائيل العظمى . وهو تسجيل حقيقي غير مفبرك . و أكد صحة الحديث أكثر من أوكراني و روسي من المعارف ، و الأهم هنا ، وهو الغريب ، كيف لسيادته أن يتوقع بهذا الاتجاه السلبي ، وهو من خسر في حربه التي شنها على روسيا بعد وصوله للسلطة عام 2019 ، و أسس لها من سبقه الرئيس الأوكراني السابق - بيترو باراشينكا- من وسط الثورات البرتقالية و انقلاب " كييف " عام 2014 ، و بعد المماطلة في تنفيذ اتفاقية "مينسك 2015 " ،و رفض الحوار مع موسكو لاحقا من قبل زيلينسكي ، و اعاقة حوار " أنقرة " 2022 ؟ وهل يحق للأوكران أشقاء الروس و جيرانهم التباهي ؟ وهل هو شرف لهم ؟و هل تقبل سلالة العائلة السلافية و السوفيتية السابقة أن تتحول بلادهم أوكرانيا ليس لسويسرا و إنما لإسرائيل العظمى - مجرمة الحرب - حسب تصور زيلينسكي ،الحاكم وسط الاحكام العرفية الان في الحرب الأوكرانية ، و الفنان الكوميدي عام 2018 ، الذي حول مسرحيته " خادم الشعب " إلى خادم للغرب الأمريكي ؟
يبدو أن ما اقترفه نظام زيلينسكي في حربه على شعبه الأوكراني و على المكون الروسي شرق و جنوب أوكرانيا في الأعوام 2014 – 2022 ، أي على مدار ثماني سنوات من الحرب الداخلية ، و بعد تسببه بقتل أكثر من 14 الفا منهم بداية و تشريد غيرهم ، و بهدف ضم الشرق و الجنوب قسوة لنظام " كييف " البنديري المتطرف ، و لسياسة الغرب الضاغطة باتجاه الانفصال عن روسيا سياسيا و اقتصاديا ، ولديمومة الحرب الباردة و سباق التسلح ، هو الدافع الحقيقي صوب الهاجس الجديد للرئيس زيلينسكي المنتهية ولايته ،وهو المدعو من قبل روسيا لإجراء انتخابات رئاسية جديدة تفضي إلى قيادة أوكرانية جديدة ، أو تشكيل قيادة أوكرانية مؤقتة خارجية ، قادرة على توقيع السلام مع روسيا الاتحادية ، وتكون قادرة أيضا على تثبيت ضمانات الحياد ، و الابتعاد عن حلف " الناتو " المعادي لروسيا وفقا لأحكام القانون وليس عبر الخطاب السياسي المخلوط بالفن التهريجي .
لم تعد أوكرانيا – أوكرانيا كما عرفها زيلينسكي ، و النظام الأوكراني الانقلابي عام 2014 ، قبل عام 1991 ،عندما استقلت عن الاتحاد السوفيتي السابق ، و مجرد محاولة النظام الأوكراني التجذيف تجاه الغرب و" الناتو" ، و محاولة بيع أوكرانيا للغرب ، و هو الذي تبين لاحقا ، و تكرر اليوم ، و خالف اتفاقية تفكيك الاتحاد السوفيتي ، و دفع روسيا الاتحادية جارة التاريخ منذ الزمنين القيصري و السوفيتي لتحريك عملية عسكرية خاصة ، إستباقية ، تحريرية ، دفاعية عام 2022 تمكنت من تحرير 25 % من شرق و جنوب أوكرانيا ( القرم ، و الدونباس " لوغانسك و دونيتسك " ، و زاباروجا ، و خيرسون ) و أطراف خاركوف ، و هي ماضية في مشروعها التحريري حتى نهر الدنيبر. و أصبح الشرق و الجنوب الأوكراني تابعا و حسب الدستور الروسي لروسيا و إلى الأبد ، و أصبحت غرب أوكرانيا بما في ذلك العاصمة " كييف " بيد سطوة الولايات المتحدة الأمريكية الاقتصادية ، التي تنتظر من الرئيس زيلينسكي أن يعود للبيت الأبيض بعد طرده و توبيخه أول مرة ، و يوقع السلام مع أمريكا و من ثم مع روسيا ، شريطة خروجه من المعركة ليس خاسرا و بجدارة فقط ، و إنما خاوي اليدين و حافي الرجلين .
فعن أي سويسرا ، و إسرائيل العظمى ، يتحدث زيلينسكي ؟ ولماذا وكيف يسمح لنفسه ، و هو المنتخب من قبل شعبه قبل أن ينقسم عليه عام 2022 سياسيا و جغرافيا و على مستوى السيادة ، أن يزج إسم بلاده التاريخية أوكرانيا تحت إسم ومظلة إسرائيل العدوانية ، النازية ، الارهابية ، مرتكبة أكبر جريمة بشرية عرفها التاريخ المعاصر في غزة راح ضحيتها أكثر من 50 ألف شهيد جلهم من الأطفال ، و النساء ، و الشيوخ ؟ أم أن أصوله اليهودية من طرف أبويه يسمح له بذلك ؟ أو لمجرد اسناد إسرائيل لحربه ضد روسيا ؟ و بالمناسبة ،وكما أن إسرائيل ناكرة لجميل تأسيسها من قبل الجيش الأحمر السوفيتي ، و الذي هو بقيادة روسية ، نجد بأن أوكرانيا ، و تحديدا جناحها الغربي يتنكر بالكامل للروابط التاريخية مع الاتحاد السوفيتي ومع روسيا الاتحادية . و تتناسى " كييف " العاصمة ، و الاتحاد الأوروبي كذلك بعد انفصامه عن رأسه الأمريكي بأن درس اليابان التي اعتدت فيه على الاتحاد السوفيتي نهاية الحرب العالمية الثانية 1945 ليس بعيدا ، وهو الذي قاد لضم الاتحاد السوفيتي لجزر الكوريل الأربعة (كوشانير ، إيتوروب ، هامبوماي ، شيكوتان ) و إلى الأبد . وورثت روسيا الاتحادية الجزر بحكم قيادتها للاتحاد السوفيتي، و خرجت اليابان و حتى الساعة خاوية اليدين تغني وحيدة في عتمات الليالي.ومع هذا و ذاك يخطط الاتحاد الأوروبي مع العاصمة " كييف " ليخرجوا منتصرين من وسط حرب خاسرة بدأوها معا في عهد بريطانيا – باريس جونسون ، و أمريكا -جو بايدن .وهو الذي لن يتحقق ، و سوف يتجه إلى سراب .
أدعو زيلينسكي أن يبتعد عن فانتازيا و هذيان الاحلام السعيدة ، و بأن يعود لرشده ليوقع سلام الممكن مع روسيا ، وهو الطرف الخاسر، في وقت تبحث فيه روسيا عن السلام العادل ،و سلام المنتصر. وهو ، أي زيلينسكي الحالم بحرب رابحة على حساب الغرب بلغت تكلفتها 350 مليار دولار ، تمكن من وسطهن شراء بيت في إسرائيل و مركبة فارهة لعقيلته ، و أشياء خاصة أخرى ،و استحوذ على مبالغ منها . و لم يكن يتوقع في المقابل بأن يعود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لسدة الحكم في البيت الأبيض 2025 ، بعد أن كان رئيسا عام 2016 ، و هو المعروف برجل الصفقات و المغامرات الاقتصادية ، و الخاوات المالية على 60 دولة عالمية ، و يبحث عبر الاستثمار عن تريليونات الدولارات لأنقاذ اقتصاد أمريكا الذي لم تسعفه أفكار كارل ماركس و كتابه ( رأس المال). و بأن ترامب سوف يطالبه بثمن الحرب و فوائدها و بمبلغ يصل إلى 500 مليار دولار يدفعها على شكل مصادر طبيعية ثمينة أوكرانية نادرة .
ومثلما هي الولايات المتحدة الأمريكية نووية عظمى ، و تفرض الخاوات المالية على دول العالم ،فإن روسيا الاتحادية نووية عظمى و تحتل في مجاله الرقم 1 ،و الأكثر تمسكا بالقانون الدولي عالميا. و مكانة الصين الشعبية هي رقم 1 اقتصاديا على مستوى العالم ، و نهوض هندي اقتصادي ملاحظ جعل من روسيا تتبوأ الرقم 4 اقتصاديا و الأول على مستوى أسيا في الاقتصاد.
لن تفرز صناديق الاقتراع الأوكرانية القادمة زيلينسكي أخر ،و لا مجال للعودة لعلاقات أوكرانية غربية من دون تغيير، و هنا لا أتحدث عن أوكرانيا الشرقية و الجنوبية التي عادت روسية ، إلا بالعودة لحالة سياسية و اقتصادية و عسكرية تشبه ما كانت عليه الحال زمن - فيكتور يونوكوفيج - عام 2014 و قبل ذلك . و السؤال المفتوح هنا ، هو لماذا لم تعرف أوكرانيا ما حدث لها بعد عام الانقلاب ، و لم يحدث قبل ذلك ؟ و هل الاتحاد الأوروبي الان الذي يمارس الدسيسة بين " كييف " و روسيا ، يبحث عن مصلحة النظام الأوكراني الغربي و سيادة أوكرانيا، أم يبحث عن مصلحته بعد تخوفه من اجتياح روسيا له ، و الذي هو أمر سرابي ؟ وكلنا نعرف بأن " الناتو" تأسس أصلا نتيجة نشر هاجس الخوف من روسيا ، في وقت تلتزم فيه بالقانون الدولي ، و هي ليست عدوانية ، و ليست احتلالية كما تشيع " كيف " و عواصم الغرب على شكل فوبيا مبرمجة .
مدار الساعة ـ