العبارة أعلاه لمراسلة "معاريف" آنا بارسكي.
ختمت تقريرها عن الزيارة بالقول:
"نتنياهو الذي كان يأمل في أن يتمكّن عبر زيارته الخاطفة من حلّ العديد من القضايا دفعة واحدة وتسجيل المزيد من النقاط قبل العودة إلى الواقع الإسرائيلي المعقّد، ينهي أسبوعه في الخارج بحدث مُحرج ترك وراءه الكثير من علامات الاستفهام والقليل من الإجابات".
في التفاصيل، كانت المفاجأة المذلّة بالنسبة لنتنياهو هي إعلان ترامب عن مفاوضات مباشرة مع إيران بشأن برنامجها النووي، في وقت كان "بيبي" يأمل في الحصول على دعم للخيار العسكري.
أما قصة الرسوم الجمركية، فلم يحصل فيها على وعْد بشيء، بل بتذكير بما يحصل عليه "كيانه" من مساعدات.
في ملف تركيا (دورها في سوريا هو الأهم)، فوجئ نتنياهو بإطراء غير عادي من ترامب على أردوغان، مع دعوة للتعامل معه "بعقلانية"!
يبقى ملف قطاع غزة، وهنا لم يكن ثمّة جديد، فالضوء الأخضر للإبادة بقي قائما. أما قصص ترامب العاطفية التافهة عن الأسرى، فقد فُهمت أنها ضد نتنياهو الذي يتجاهل مصيرهم.
خلاصة هذا الملف أن ترامب لا يملك ما يفعله لنتنياهو غير منحه الضوء الأخضر في قطاع غزة، في وقت يقول رموز "كيانه" إنه يواصل نهجه العبثي فيه (يتم التركيز على تجاهل مصير الأسرى وغياب الرؤية لما يُسمّى "اليوم التالي")، خلافا لرأي المؤسسة العسكرية والأمنية، وطبعا لأجل حساباته الشخصية.
بقي القول إن الزيارة في جوهرها كانت أقرب إلى الاستدعاء، وقد فضحت صورة نتنياهو وهو يجلس ذليلا إلى جانب ترامب، جوهر القصة ممثلا في أن هذا الكائن المتغطرس، ما لبث أن تحوّل بسبب مفاجأة "الطوفان" إلى تابع ذليل للسيّد الأمريكي، وطبعا بعد أن كشف هشاشة "كيانه" من دون دعم ذلك "السيّد".