النتائج الايجابية التي حققتها الشركات المدرجة في بورصة عمان تأكيد واضح على منعة وقوة ومرونة ومتانة الاقتصاد الوطني، ودليل قاطع على نجاعة"البيئة الاستثمارية"في المملكة،وبمثابة دعوة للجميع لاجل الحفاظ على الاستقرار ودعم النمو الاقتصادي والاسراع بتنفيذ الرؤية الاقتصادية، فما دلالة هذه النتائج ؟.
ارباح الشركات المدرجة في بورصة عمان عددها161شركة قد حققت ثاني أعلى أرباح تاريخية خلال العام الماضي وصلت الى ما نسبته 6.4% حيث بلغت الأرباح بعد الضريبة العائدة لمساهمي الشركات المساهمة العامة 2.072 مليار دينار مقارنة مع 1.948مليار دينار لعام2023،وبلغت الارباح قبل الضريبة ما يقارب 2.840 مليار دينار.
ارتفاع ارباح «الشركات» العاملة بالمملكة بالرغم من الظروف والتحديات الامنية والسياسية والاقتصادية في المنطقة والعالم مؤشر مهم على مدى مرونة اقتصادنا على مواجهة تلك الظروف وهزيمتها وتحويلها لفرص تستفيد منها مختلف القطاعات العاملة في المملكة،وهذا ما يتضح في ارتفاع ارباح غالبية القطاعات وتحديدا بالقطاع المالي والقطاع الصناعي.
والاهم باداء البورصة للعام الماضي يكمن بارتفاع ثقة المستثمرين غير الاردنيين في الاستثمار بالمملكة جراء الاستقرار الاقتصادي الذي تشهده الاردن على الصعيدين"المالي والنقدي»، حيث اشارت الاحصائيات الى ان قيمة الأسهم المشتراة من قبل المستثمرين غير الأردنيين آذار الماضي 13.6 مليون دينار مشكّلة ما نسبته 11.8% من حجم التداول الكلي.
وما يؤكد مدى الثقة التي يحظى بها سوق عمان المالي وارتفاع قيمة عمليات شراء الأسهم من المستثمرين العرب خلال آذار الماضي وبلغت حوالي 12.7 مليون دينار أو ما نسبته 93.3%من إجمالي قيمة شراء غير الأردنيين، حيث بلغت نسبة مساهمة المستثمرين غير الأردنيين بالشركات المدرجة في البورصة حتى نهاية آذار حوالي 47.6 % من إجمالي القيمة السوقية.
نتائج بورصة عمان ما هي الا تأكيد على ان الاردن يمتلك العديد من الفرص التي يمكن للمستثمرين الاجانب والعرب والاردنيين الاستثمار بها دون تردد،والاهم ان هذه النتائج وفي مثل هذه الظروف تعتبر رسالة بالغة الاهمية وتعطي مزيدا من الاطمئنان للمستثمر، وما على الحكومة الا ان تستغل هذه النتائج بالترويج للاردن استثماريا.
خلاصة القول،نتائج بورصة عمان تدعونا للثقة والتفاؤل باقتصادنا وبذل المزيد من الجهود لتعزيز الاستقرار الاقتصادي والمحافظة عليه من خلال دعم النمو وتنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي، فالاردن لطالما تمكن من تحويل التحديات الى فرص، وما كل هذه التحديات والظروف الا فرصة جديدة يمكن لنا ان نستغلها افضل استغلال.
