مدار الساعة - كتب: معن البلبيسي (صحفي متخصص بالشأن الاقتصادي) - يظهر ان تهديد ترمب بفرض تعريفات جديدة بنسبة 50% على الصين ما لم تسحب الأخيرة الرسوم الانتقامية التي أعلنت عنها، ما يشير الى تبعات إضافية للحرب التجارية التي انعكست تراجعا حادا في أسواق الأسهم العالمي .
فعلى مستويات الاقتصاد العالمي فقد ينذر ذلك الى تراجع في نمو التجارة العالمية بسبب انخفاض حركة الاستيراد والتصدير بين أكبر اقتصادي، إضافة الى تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي، خصوصًا في آسيا وأوروبا التي تعتمد على سلاسل التوريد الصينية.
وقد يؤدي كذلك الى ارتفاع أسعار السلع عالميًا بسبب التكاليف الجمركية وخلل سلاسل الإمداد، واحتمال حدوث "حرب عملات"، حيث قد تقوم بعض الدول بخفض عملاتها لدعم صادراتها.
وبالنسبة إلى أسواق الولايات المتحدة الأمريكية، فتشير الاحتمالات الى تقلب حاد في أسواق المال الأمريكية وول ستريت (خاصة التكنولوجيا والتصنيع) ستتأثر سلبيًا.
كذلك زيادة تكاليف الإنتاج والاستهلاك، ما يضغط على أرباح الشركات الأمريكية والمستهلكين، وقد يؤثر على بعض القطاعات (كالزراعة والتكنولوجيا) التي قد تتعرض لعقوبات انتقامية من الصين.
المعدن الاصفر سيرتفع بشكل ملحوظ، حيث انه ُيعتبر ملاذًا آمنًا في أوقات التوترات، وسيلجأ المستثمرون إليه خوفًا من انهيار الأسهم أو تدهور النمو العالمي، انصياعا لنظرية كلما زاد التصعيد، ارتفعت أسعار الذهب بشكل مباشر.
كما تظهر احتمالات تراجع أسعار النفط في حال تباطأ الاقتصاد العالمي نتيجة الحرب التجارية، وانخفض، الطلب على الطاقة من الصين وأمريكا.
ولكن في حال صاحب التوتر تصعيد جيوسياسي (مثلاً في بحر الصين أو مضيق تايوان)، قد ترتفع الأسعار مؤقتًا.
الدولار الأمريكي يحمل هنا احتمالين مزدوجين فقد يرتفع الدولار على المدى القصير بسبب زيادة الطلب عليه كعملة ملاذ آمن.
لكن إذا بدأت الأسواق تشك في استقرار الاقتصاد الأمريكي أو تعمق العجز، قد ينخفض الدولار لاحقًا.
إذا بدأت الصين في تقليل حيازتها من سندات الخزانة الأمريكية كرد فعل، سيضغط ذلك على الدولار بشكل أكبر.
ونتيجة لذلك فإن تهديد ترمب برفع الرسوم لـ50% قد:
يفتح فصلًا جديدًا من الحرب التجارية العالمية.
يُسبب تقلبات كبيرة في الأسواق.
يدفع الذهب للارتفاع، ويضغط على النفط والدولار تبعًا لحجم التصعيد ورد الفعل الصيني.
يشار الى ان الصين ردت سريعاً فور انتهاء المهلة المحددة. حيث أعلنت بكين فرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 15 % على مجموعة من المنتجات الأم يكية. تشمل الدجاج، والقمح، والذرة، ومنتجات القطن.
كما فرضت ضريبة إضافية بنسبة 10 % على فول الصويا، والذرة الرفيعة، ولحم الخنزير، ولحم البقر، والمنتجات المائية، والفواكه، والخضروات، ومنتجات الألبان، وذلك بدءا من 10 مارس الجاري.
إلى جانب ذلك، أضافت الصين 15 شركة أمريكية إلى قائمة الرقابة على الصادرات. التي تمنع الشركات الصينية من تزويد نظيراتها الأمريكية بتقنيات ذات استخدام مزدوج.
كما أدرجت 10 شركات أمريكية ضمن قائمة الكيانات غير الموثوقة. بسبب تورطها في بيع الأسلحة إلى تايوان، التي تعتبرها بكين جزءًامنأراضيها.