لقد أبتليت منطقتنا العربية، والشرق أوسطية كذلك بوجود إسرائيل الاحتلالية ، العدوانية ، الاستيطانية ، السرطانية -التوسعية ، حاملة رسالة " الشعب المختار" وفقا للعبارة العبرية " هاعم هنفجار " و النسق الديني التوراتي المزور،ومن زاوية تكليفهم بالعمل و ليس بقصد التفوق العرقي ، وهي التي اتجهت مبكرا صوب النازية بعد تعرض يهودها للمحرقة الهتلرية في الحرب العالمية الثانية 1933 / 1945 ،و هروبهم منها ، وهي التي أصابت غير اليهود من الأوروبين أيضا . ولقد دعا بينبتو موسيليني ، و أودلف هتلر عام 1945 يهود - باراذبيجان و العالم للتوجه إلى مدغشقر الأفريقية في المحيط الهندي لبناء كيانهم ، ودعاهم جوزيف ستالين عام 1950 للتوجه لشبه جزيرة القرم على ضفاف البحر الأسود أو إلى سخالين على حدود اليابان لنفس الغرض . ولقد نصت سورة عمران في القرأن الكريم على قوله تعالى للمسلمين " كنتم خير أمة أخرجت للناس " صدق الله العظيم . وفي ديننا الحنيف ،و في منطقتنا كلنا مسلمون لله ،وكلنا أحفاد إبراهيم الخليل عليه السلام .وقال رسول الله محمد صلى الله عليه و سلم " يا أيها الناس إن ربكم واحد ، و إن أباكم واحد ، ألا لا فضل لعربي على عجمي ، و لا لعجمي على عربي ، و لا لأحمر على أسود ، و لا لأسود على أحمر إلا بالتقوى ، إن أكرمكم عند الله أتقاكم " . حديث شريف .
ولقد جذف الصهاينة منذ مؤتمر بازل في سويسرا عام 1897 تجاه بناء كيان لليهودية على شكل دولة ، و ارتكزوا في البناء على منظمات إرهابية مثل ( البلماخ ، و الهاجاناه ، و الأرجون ، و شتيرن ) ، وواصلوا البناء عبر جرائم حرب سجلها التاريخ مثل ( حيفا ، و القدس ، بلد الشيخ ، و العباسية ، و الخصاص ، و باب العمود ، و الشيخ بريك ، و قرية أبو شوشه ، و القنطورة ، و قبيا ، و قلقيلية ، و كفر قاسم ، و خان يونس ، و الأقصى ، و جنين ، و رفح ، و جباليا ، و المعمداني ) . و لازال يسجل جرائمه الجديدة التي هي بمستوى حرب الإبادة المفتوحة ردا على حادثة السابع من أكتوبر 2023 المحدودة العدد من حيث عدد قتلى الاحتلال ، ومن حيث الانتشار ، و المختلف على أحقيتها وسط المجتمع الدولي ، و القوية التأثير ، و البطولية من طرف المقاومة العربية ، و الشعوب العربية كذلك ،وهي التي أعادت للقضية الفلسطينية العادلة صوتها الذي يجب أن يسمع لتتحقق العدالة المطلوبة في زمن سيادة البطش و الظلم و الاستبداد الإسرائيلي و الأمريكي ، و شيوع شريعة الغاب . و يسجل الاحتلال الإسرائيلي اليوم و كل يوم جريمة بشرية بشعة تجاوزت الحدود و طالت الأطفال و النساء و الشيوخ ،و بحجم وصل إلى أكثر من 50 الفا في العلن ، و غيرهم الكثير تحت الركام .
و إسرائيل التي نراها اليوم ، هي ذاتها التي عرفتها منطقتنا العربية و الشرق أوسطية ، و أذرعها السرطانية تتحرك بكل الاتجاهات لحماية سرقتها للأراضي العربية ، و الحق العربي ، و لتتوسع أكثر ، و أكثر ، و لتحقق مشروعها التلموذي " بلادك يا إسرائيل من النيل إلى الفرات " و بدعم نهاري و ليلي من الأمبراطورية الأمريكية التي بدأت في عهدها الترامبي الجديد تفرض الخاوات على 60 دولة عالمية لإنقاذ اقتصادها الذي لم يستفيد كثيرا من كتاب كارل ماركس – رأس المال في أزمتها الاقتصادية السابقة عامي 2007 و 2008 . ولقد قسمت الصهيونية فلسطين عام 1947 بعد الالتفاف على الأمم المتحدة ، وهي تعرف مسبقا برفض العرب ، و الجامعة العربية لقرار التقسيم وقتها . وشنت حربا على خمس دول عربية عام 1948 فاحتلت 80 % من فلسطين ،و تمكن الاردن من تحرير الضفة الغربية ،و المطالبة لاحقا بإقامة دولة فلسطينية فوقها تكون القدس عاصمة لها .
و اشتركت إسرائيل في العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 إلى جانب بريطانيا و فرنسا نجم عنه إنسحاب إسرائيلي من بورسعيد ، ومن قطاع غزة وقتها . و شنت القومية العربية حربا على إسرائيل عام 1967 بهدف تحرير فلسطين التاريخية كان نتيجتها بسبب خلل في حجم الوحدة العربية ، و في العسكرة ، و في الاستخبار ، ضياع كامل فلسطين و قطاع غزة ، و سيناء التي حررت بقوة السلام عام 1979 ، و الجولان – الهضبة العربية السورية ، و مزارع و تلال شبعا اللبنانية . و احتلال إسرائيلي لجنوب لبنان عام 1982 و الخروج من هناك عام 2000 ، و العودة من جديد لجزء من جنوبه بعد السابع من أكتوبر. وتصدت القوات المسلحة الأردنية الباسلة – الجيش العربي ،و بمشاركة فدائية فلسطينية مثلت منظمتي ( فتح و الشعبية ) للجيش الإسرائيلي الغازي عام 1968 الذي استهدف العمل الفدائي الفلسطيني و الهضاب الأردنية المتاخمة لموقع الكرامة .و سجل الأردن في عهد مليكنا الراحل العظيم الحسين بن طلال طيب الله ثراه ، و بجهد ميداني مباشر لقائد المعركة الفريق الركن مشهور حديثة الجازي رحمه الله نصرا فريدا في تاريخ العرب المعاصر .
وقادت معركة الكرامة الباسلة لتحقيق العرب و بمشاركة أردنية عسكرية مميزة و هامة قادها اللواء الركن خالد هجوج المجالي نصرا جديدا حرر مساحات و اسعة من مدينة القنيطرة الجولانية عام 1973 ، و لأقناع إسرائيل بضرورة توقيع معاهدة سلام مع الأردن عام 1994 ، بعدما وقعت مصر سلامها معها عام 1979 . و تمكن جلالة الملك عبد الله الثاني حفظه الله من تحرير إقليمي ( الباقورة و الغمر ) من وسط معاهدة السلام ، مسجلا نصرا أردنيا جديدا عام 2019 . و رغم إنسحاب إسرائيل من قطاع غزة عام 2005 في عهد أرييل شارون ، إلا أنها عادت لاحتلاله بعد حادثة السابع من أكتوبر عام 2023 ، وهو الذي هدف إلى توصيل رسالة لإسرائيل و لكل المجتمع الدولي مفادها بأن القضية الفلسطينية موجودة و هي عادلة ، و يجب أن تنتصر عاجلا أم عاجلا ، و قابلتها إسرائيل بالمبالغة في التوحش و العدوانية و استهداف المواطنين الفلسطينيين و في مقدمتهم الأطفال الذين قتلت منهم و ارتقوا شهداء حوالي 16 الف طفل لغاية الان ، و القتل اليومي لهم يحدث يوميا ، و بصورة مرعبة ، و المجتمع الدولي صامت .
يبلغ تعداد أسرى الاحتلال في غزة 59 أسيرا ندعو لتحريرهم ، وملف المعتقلين الفلسطينيين يمكن التعامل معه وفقا للقانون الدولي الذي يطالب إسرائيل بالإنسحاب الكامل من حدود عام 1967 ، في وقت يطالب الشارع العربي فيه بخروج إسرائيل بالكامل من المنطقة العربية و العودة إلى ديارهم الأولى في باراذبيجان . و التاريخ المعاصر لا زال يثبت بأن لا وجود لهيكل سليمان المزعوم في فلسطين و المنطقة العربية ،و هو الذي صنعه الخيال التلموذي في تواراتهم المزورة فقط ، و هي حقيقة . و العين الإسرائيلية تدفع بإتجاه التهجير الناعم للفلسطينيين في غزة و الضفة و تحت القصف العنيف ، وفرض المجاعة و الحصار، و تمتد لتصل إلى الجنوب السوري جنوب دمشق العاصمة مستغلة حل الجيش السوري في العهد الجديد ، لكن الأمل لازال منعقدا على توقيع معاهدة دفاع مشتركة بين سوريا و تركيا التي تشهد اضطرابات داخلية ذات الوقت . و تطبيق فك الاشتباك لعام 1974 بعد معركة عام 1973.
و تحرك إسرائيل أمريكا لضرب الحوثيين في اليمن فقط لفزعتهم لفلسطين و أهلها الواقعين تحت مظلمة إسرائيلية وقحة. و إسرائيل هي المحرك الرئيس للتحرش الأمريكي بإيران ، و التهديد بتوجيه ضربة أكبر من قوية لها ، بينما تطالب روسيا الاتحادية الولايات المتحدة الأمريكية بالتفاوض مع إيران حول ما يتعلق بمشروعها النووي العسكري المزعوم الذي تنفيه إيران ذاتها . دعونا نتابع مجريات الاحداث المتسارعة في منطقتنا و العالم ، و نراقب المشهد المتحرك . و لندعوا معا لتوحيد صفوف الداخل الأردني و العربي لتحقيق نصر ينتظره الجميع .