أيُّها الأردنيون الشرفاء…
لقد آنَ لنا أن ننهضَ جميعًا، لا بالهتافِ ولا بالصّخب، بل بالوعيِ والانتماءِ الصادق، لِنضعَ حدًّا لأصواتٍ نشازٍ خرجت علينا تُحرِّضُ على جيشِ الوطن، وتُزايدُ عليه باسمِ فلسطين… وكأنّها وحدَها تُدركُ قيمةَ الأرضِ والعقيدة!
هذا الجيشُ الذي سالَ دمُه الطاهرُ على ثرى القدس، واستُشهِد أبناؤه في اللطرون، لم يُنشأ ليكون تابعًا للغوغاء، بل حارسًا للعقيدة، وجُنديًا للكرامة، وجبلًا لا تهزُّه الرياح.
يا أبناء الأردن…
احذروا الفتنة، فإنّها إن اشتعلت، لا تُبقي ولا تذر، ولا ينجو منها أحد.
احذروا من يُحاولون دفع الجيش إلى مربع الفوضى، فذلك ليس حبًا بفلسطين، بل كيدٌ بالأردن، وسعيٌ لتفكيك بنيان الدولة من الداخل.
فلسطين في قلب الجيش… لكنها لا تُحرَّر بالفوضى، ولا يُكتب نصرها بالتهوّر، بل بالتخطيط، وبالوحدة، وبقوة الدولة لا هشاشتها.
والأردن، أيّها الأحرار، ليس دولةً هامشيةً على خارطة الأمة، بل هو الوزنُ النوعيُّ الأخيرُ للعرب، وهو الجبهةُ التي لم تنهزم، والجيشُ الذي لم يُساوم.
جيشنا المؤسسةُ التي لم تُدنَّسْ، ولم تُخترقْ، ولم تُفرّط.
جيشنا المدرسةُ التي تخرّج منها رجالٌ لا يخضعون إلا لله، ولا يسجدون إلا لتراب الوطن.
جيشنا السياجُ الذي يحفظُ حدودنا من عبث الطامعين، ويحفظ وحدتَنا من سمّ المشكّكين.
فلا تكونوا عونًا للفتنة... بل سدًّا في وجهها.
ولا تكونوا صدىً للخطاب الغوغائي... بل صوتَ العقلِ والحكمةِ والعروبةِ الحقيقية.
اليوم، يُنتظر منّا أن نُجدد البيعة لجيشنا، لا بالألسنة فقط، بل بالموقف، والولاء، والدفاع عنه أمام كل من تسوّل له نفسُه أن يُشكّك أو يُحرّض.
ومن لا يحفظ الأردن، لا يستطيع أن يُحرّر شبراً من فلسطين.
فلندرك بأن القدس وعمان وجهان لعملة واحدة. جميعنا نعلم بأن أردن أقوى يعني فلسطين أقوى وانه من أجل تحرير القدس يجب أن تكون عمان قوية.
فاصطفّوا خلف الجيش... واحذروا أن تكونوا مطيّةً لمن يريد بالأردن شرًّا.
واذكروا دومًا: الجيش العربي الأردني ليس بندقيةً عابرة، بل عقيدةٌ راسخة، وهيبةُ وطن، ورايةُ أمة.
حفظ الله الأردن،شعبا كريما وقائدا حكيما وحفظ الله جيشه الباسل