للذين يتساءلون عن جيشنا العربي، هو واقف على الحدود يحرسونه بأهداب عيونهم مخافة أن يمرّ مخرب أو حاسد أو حاقد يحمل الموت والأسلحة والمخدرات لأبنائك وأبنائنا في المدارس والجامعات..
على مدار أيام رمضان، أنت تفطر وتخرج للصلاة بأمن وأمان أنت وعائلتك وتخرج للمسيرات والوقفات وأنت تثق أن لا أحد سيرسل لك طائرة أو مسيرة، لأنك تعرف أن سماء بلادنا محمية بجهود هؤلاء النشامى الذين يفطرون في أبراجهم وثكناتهم وفي معسكراتهم، وعلى أبراج دباباتهم وكابينات طائراتهم.
الجيش العربي وين!! وأنت تأكل حلوى العيد، هم هناك مزروعون كالشجر في ميادين التدريب،أخذوا بقول الله تعالى : (وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا ٱسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍۢ)
لا يهمهم إن كان تحت المطر أو تحت الشمس، يتدربون على أسلحتهم، ويعرفون أن تدريبهم رباط في سبيل الله، وأنهم عند قول رسوله الكريم : عينان لا تمسهما النار، عين بكت من خشية الله وعين تحرس في سبيل الله".
الأردن ليس فصيل معارضة، ولا يغامر بمستقبله إرضاء لمحاور الممانعة والمقاومة، ولا إستجابة لدول إقليمية تستخدمه وقودا لأطماعهم وإشباعا لمشروعهم في المنطقة، والذين قاتلوا الأردنيين يعرفون ماذا قدمنا، وشهداؤنا ما زالوا مزروعين في الحواكير والبساتين في فلسطين.
معيب جدا للذين يعتبرون الصراخ والتبخيس والتخوين لجيشنا منجزا لهم، فهم إما أغبياء أو أعداء، وهم طابور خامس للعدو، يشرخون به جدارنا الوطني ولحمته، ويقدمون خدمة مجانية للعدو الصهيوني، ولم يتعلموا دروسا من الآخرين.
في الوقت الذي كان بعضهم يرفعون شعارات جوفاء، كان جنود الجيش العربي يكسرون الحصار عن غزة، ويسقطون الغذاء والدواء لهم، ويرسلون القوافل تلو القوافل للأهل هناك، ومستشفيات الجيش العربي تستقبل جرحاهم ومرضاهم، وهم مثل أهل غزة تحت الرصاص وتحت الموت ولكنه شرف البقاء الذي ما زال الأردن وجيشه لم يتخلى عنه.
فيا دعاة الفتنة، كفوا ألسنتكم، وكفوا أياديكم، فتاريخ الجيش العربي أكبر من أعماركم، وسجل شهداءه أنصع من تاريخكم، وتذكروا أن الأردن كبير وعظيم ومرّ عليه الكثير من الشاتمين والشامتين، ذهبوا وبقي الأردن عاليا،
وهم عند قول ذلك العربي النبيل:
فَإِنْ أَكَلُوا لَحْمِي وَفَرْتُ لُحُومهُمْ
وَإِنْ هَدَمُوا مَجْدِي بَنَيْتُ لَهُمْ مَجْدا
وَإِن قَطَعوا مِنّي الأَواصِر ضَلَّةً
وَصَلتُ لَهُـم مُنّي المَحَبَّــةِ وَالوُدّا
وَلاَ أَحْمِلُ الْحِقْدَ الْقَدِيمَ عَلَيْهِمُ
وَلَيْسَ رَئِيسُ الْقَوْمِ مَنْ يَحْمِلُ الحِقْدَا