مدار الساعة - الواقع يقول إن المصالح التجارية بين الدول تختلف تماما عن العلاقات السياسية وغيرها من العلاقات، ولذلك علينا أن نتحرك سريعا في جولة مفاوضات تجارية مع الولايات المتحدة، تتضمن إعادة النظر في قرار رفع الرسوم الجمركية على صادراتنا الوطنية إلى السوق الأمريكية، فهل نبدأ قبل أن يشتدّ الزحام؟.
في الحقيقة، يفرض الأردن رسوما جمركية بنسبة 40% على المركبات الأمريكية فقط، في حين أن باقي المستوردات الأمريكية إلى السوق الأردنية تخضع لاتفاقية التجارة الحرة بين البلدين، وبالمقابل فرضت الولايات المتحدة رسوما جمركية بنسبة 20% على كافة الصادرات الأردنية، ولهذا أقترح أن تبادر وزارة الصناعة والتجارة بالتعاون مع وزارة الخارجية، إلى إجراء مباحثات مع الجانب الأمريكي، بهدف إعادة الرسوم الجمركية إلى ما كانت عليه سابقًا.
يصدر الأردن إلى الولايات المتحدة ما يقارب 2.5 مليار دولار من الألبسة والمحيكات والمجوهرات والأدوية وتكنولوجيا المعلومات وغيرها، وهو ما يجعل من الضروري الحفاظ على هذا الحجم من الصادرات الوطنية إليها، وإلا فان هذه القطاعات ستعاني من تراجع في الإنتاج وضعف قدرتها على جذب الاستثمارات والتشغيل والتوسع على المدى المتوسط والبعيد.
حجم التبادل التجاري بين الأردن والولايات المتحدة ارتفع حتى نهاية تشرين الثاني من عام 2024، ليصل إلى 3.178 مليار دينار، مقارنة بـ 2.862 مليار دينار للفترة نفسها من عام 2023، حيث يميل الميزان التجاري لصالح الأردن، كما واصلت الصادرات الوطنية إلى الولايات المتحدة نموها مسجلة 2.044 مليار دينار مقارنة بـ 1.779 مليار دينار للفترة نفسها من عام 2023، بزيادة بلغت 14.9%.
المنطق يقول ان ما نحصلة من رسوم جمركية نفرضها على المركبات الامريكية لا يعادل شيء مقابل ما سنخسرة من فرض رسوم على بقية صادرتنا التي تزيد عن 2 مليار دينار، والاهم انها ستضعف قطاعات نعول عليها في تشغيل الاردنيين وجذب المزيد من الاستثمارات كقطاع المحيكات والنسيج والادوية على سبيل المثال لا الحصر.
خلاصة القول، التجارة وتبادل المنفعة الاقتصادية هما أساس أي تعاون اقتصادي بين الدول، بغض النظر عن الطرف الآخر، ولهذا لا عيب ولا ضرر من إعادة التفاوض مع الولايات المتحدة، وإزالة الأسباب التي دفعتها إلى رفع الرسوم على صادرتنا اليها، لذا علينا أن نبدأ بالتفاوض سريعا ونعيد النظر في الرسوم الجمركية التي نفرضها قبل فوات الأوان، فالميزان التجاري يميل لصالحنا معهم.