أخبار الأردن اقتصاديات خليجيات دوليات مغاربيات برلمانيات جامعات وفيات مناسبات مجتمع رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مختارة مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

حقيقة طبيعة العلاقة الأردنية الإيرانية


نور الدويري

حقيقة طبيعة العلاقة الأردنية الإيرانية

مدار الساعة ـ
لطالما وصفت السياسة الأردنية بالمتوازنة والبعيدة قدر الممكن عن الخلافات، وتواصل أي مفاوضات وفقا لطبيعة المصلحة الأردنية، وفي ظل تسارع وتصادم التغيرات السياسة المحيطة التي تقرع جرس إنذار في المنطقة بل في العالم بعد الحرب الإقتصادية التي يمارسها ترامب في العالم، والحرب السياسية التي يضغط الكيان فيها على سلام الشرق الأوسط وسط نمو إداري جديد في سوريا الجديدة والتي لا يزال الغموض يحوم حولها و ماهية وحقيقة التنافسية الخليجية، تسارع إيران لفرض تمدادت سياسية واستغلال الموقف الأمريكي العنيف إتجاه المنطقة لتبقي عمان على طبعها السياسي الهادئ والتزم الأردن بالحدود الدنيا لنقاشات مع إيران و التي تواصل عمان اعلان تحفظها ورفضها توسيع اي علاقات مع طهران رغم عدم إغلاق الطرق أمام التواصل الدبلوماسي فلماذا هنالك تغير واضح بصيغة البيانات الرسمية الصادرة عن عمان وعن طهران؟! .
من الجلي ان إيران تحاول خلق نشاط سياسي أوسع في المنطقة لتشير لامريكا ودول المنطقة ان خلافاتها مع عدد من دول المنطقة مثل الأردن في طريقها للحل وان على أمريكا تحسب حسابا جديدا لتحرك في عمان والمنطقة فيما رفضت عمان هذه الصيغة ومن الواضح أن الدولة العميقة في الأردن لاتزال ترفض بشدة التلاعب باوراقها السياسية رغم خطورة الموقف الجديد وذلك اما لالتزام عمان بالمصالح الوطنية الداخلية والقلق على الجبهة الداخلية التي تواصل الدولة قياسها لإعادة وزينها والتي لا تتوافق مع المشروع الإيراني الاوسع و/أو عدم قبول الدولة توجيه أي رسائل للخارج بما فيها واشنطن بان عمان قد تسير بإتجاه خيارات وتحالفات جديدة في المنطقة .
البعض قد يرى ان على الأردن الإسراع للتفاوض مع الجانب الإيراني كخيار مفروض اليوم في ظل القرارت الأمريكية المثيرة للجدل في المنطقة والخوف من المزيد من القرارت الاقتصادية التي ستعني ضرارا مباشرا على الأردن فعلى سبيل المثال تبلغ واردات الأردن لامريكا 25%- 30% من مجمل إيرادات البلاد وهذا بحد ذاته يعكس قلقا اقتصاديا متناميا، الا ان للدولة رأي اخر يأخذ بعدا على أمد أطول من الفترة القصيرة الانية وذلك و برأي الشخصي ان الأردن لا يرغب بأن يضع احد يده على نقاط اساسية في الأردن قد تفرض عليه شروطا او تدخلات مما تصعب مهمة الحفاظ على الجبهة الداخلية او الوجودية الأردنية الاستراتيجية في المنطقة.
بالعموم لم تميل هذه الاستعراضات السياسية الكتف الأردني لسير بإتجاه المزيد من العلاقات او المناقشات العميقة ويبدو ان فلسفة آل هاشم في العصر الحديث او رؤية الملك عبدالله الثاني تحديدا لا زالت تدفع بتوازن عميق في علاقاتها السياسية ومنع التحيز او الميل للحفاظ على القرار الأردني السيادي.
قد يتفق معي الكثيرون وقد يختلف اكثر، لكن باعتقادي ان الدولة الأردنية اليوم تواجه اخطارا إقليمية عديدة أسوة بدول المنطقة لاسيما في ملف القضية الفلسطينية الذي يزداد تعقيدا وغمغمة الأوضاع في لبنان وسوريا واليمن، وسأبقى أفضل ان تبقي عمان على كافة اتصالاتها مع الجميع وفقا لرواية (لا يموت الذيب ولا تفنى الغنم)
مع قدرتنا على مناورة الحفاظ على قرارنا السيادي ووضعنا الاستراتيجي في المنطقة، كخطة استجابة للازمات غير المتوقعة (الله لا يسمح).
مدار الساعة ـ