مناسبات أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات جامعات وفيات برلمانيات مجتمع رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس مقالات مختارة تبليغات قضائية مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة دين ثقافة اخبار خفيفة سياحة الأسرة طقس اليوم

أطفال غزة… فرحة العيد المسلوبة تحت القصف

مدار الساعة,أخبار الأسرة
مدار الساعة ـ
حجم الخط
مدار الساعة - كان يُفترض أن تكون شوارع غزة في هذه الأيام مفعمة بالضحكات، بأقدام الأطفال الراكضة بين البيوت، بثياب العيد التي تخبئها الأمهات لأطفالهن لتكون مفاجأة صباح الفرح، برائحة الكعك المخبوز في كل زقاق، وبأصوات التكبيرات التي تملأ القلوب سكينةً وسلامًا.
لكن الاحتلال أبى إلا أن يحوّل هذا الفرح إلى مأتم، وألوان العيد إلى كفن، وأحلام الطفولة إلى مجرد أسماء على شواهد قبور صغيرة.
أحلام لم تكتمل
في غزة، حيث تحاصر الحياة بألم الحرب، يحلم الأطفال كما يحلم غيرهم، كان الطفل آدم يحلم بارتداء قميص العيد الأزرق الذي اختارته له أمه بعد شهور من التوفير، وكانت الصغيرة ليان تنتظر بفارغ الصبر أن تنتعل حذاءها الوردي وتذهب لزيارة جدتها، أما يحيى فكان يعدّ الأيام ليحصل على دراجته الجديدة، لكن الصواريخ الإسرائيلية كانت أسرع من كل الأحلام، خطفتهم قبل أن تكتمل فرحتهم، وجعلت العيد مناسبة للدموع بدلًا من الضحكات.
السماء تمطر نارًا بدلًا من الألعاب النارية
بينما كان أطفال العالم يترقبون بلهفة الألعاب النارية التي تضيء سماء العيد، كانت سماء غزة تمطر نارًا ودمارًا، صواريخ الاحتلال لم تفرّق بين بيت يأوي عائلة، أو شارع تضجّ به أرواح بريئة، سقطت المباني على رؤوس ساكنيها، وتحوّلت غرف الأطفال إلى ركام، وألعابهم إلى أشلاء.
أمهات بلا أعياد
لا عيد لأمٍ انتزعت من حضنها أطفالها، لا عيد لامرأة كانت تجهّز الحلوى فإذا بها تجد نفسها أمام جثامين صغيرة مغطاة بالأكفان.
في أحد المشاهد المؤلمة، جلست أم فلسطينية أمام جثمان ابنها، تقبّل يديه وقدميه، تناديه باسمه مرارًا، ترجوه أن يستيقظ، لكن الموت كان أسرع من توسلاتها.
وفي مشهد آخر، كانت امرأة تحمل فستان عيد طفلتها بين يديها، تتأمله بعيون غارقة بالدموع، وتتمتم: “كانت ستبدو جميلة جدًا به…”
العدوان لا يقتل الأطفال فقط… بل يقتل المستقبل
الطفل ليس مجرد رقم في قائمة الضحايا، بل هو قصة وحلم ومستقبل. كل طفل يُقتل في غزة، هو جيل يُباد، وأمل يُخنق، وابتسامة تُسرق.
الاحتلال لا يقتل أجسادهم فقط، بل يقتل أحلامهم، ويغتال حقهم في الفرح، ويحوّل طفولتهم إلى مجرد حكايات حزينة تُروى بعد رحيلهم.
أين العالم من كل هذا؟
رغم المشاهد المروّعة، لا يزال العالم يتعامل مع دماء أطفال غزة وكأنها مجرد أخبار عابرة، وكأن الطفولة هناك أقل قيمة من الطفولة في أماكن أخرى.
البيانات الشاجبة والمواقف الخجولة لا توقف نزيف الدم، ولا تعيد الحياة إلى من رحلوا. وحدها العدالة يمكنها أن تنصف هؤلاء الأطفال، وحدها الحقيقة يمكنها أن تفضح هذا الإجرام المستمر.
أطفال غزة… عيدكم في الجنة
رحل أطفال غزة قبل أن يرتدوا ملابس العيد، قبل أن يتذوقوا الكعك، قبل أن يفرحوا بالعيديات.
لكن العيد في الجنة أجمل، حيث لا صواريخ ولا حصار، حيث لا خوف ولا ألم. أما نحن، فنظل نحمل ذكراهم، نحكي قصصهم، ونحلم بيومٍ لا يكون فيه أي طفل في غزة خائفًا، جائعًا، أو مقتولًا تحت الركام.
مدار الساعة ـ