أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات برلمانيات جامعات وفيات مناسبات مجتمع رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس مقالات مختارة تبليغات قضائية الموقف شهادة مستثمرون جاهات واعراس دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

هل التكبير (الله أكبر) فيه مقارنة وتفضيل؟

مدار الساعة,شؤون دينية
مدار الساعة ـ
حجم الخط
مدار الساعة - السؤال:
قول الله أكبر، أكبر على وزن أفعل يوجد فيه مقارنة وتفضيل، فهل يجوز مقارنة الله سبحانه وتعالى بشيء؟
إذا كان نعم، فهل يجوز لغويا قول الله أكبر بدون أن نقول الله أكبر من كذا؟ وأرجو التفصيل لغويا في الجواب.
الجواب: الحمد لله.
اسم التفضيل: "هو ‌الصّفة ‌الدَّالَّة ‌على ‌الْمُشَاركَة ‌وَالزِّيَادَة" انتهى من "شرح قطر الندى" (ص280).
وقال الأزهري رحمه الله: "هو الوصف ‌المبني ‌على ‌أفعل، ‌لزيادة صاحبة على غيره في أصل الفعل" انتهى من "شرح التصريح على التوضيح" (2/ 92).
ولا يخلو المفضل عليه من مشاركة المفضل في المعنى غالباً، وهذه المشاركة قد تكون حقيقية كقوله -تعالى: (أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّة) أي أزيَد. وقد تكون المشاركة تقديرية لا حقيقية، وتسمى أحياناً اعتقادية، وإن كان الاعتقاد باطلاً، كقوله تعالى: (لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيه) على اعتقاد أن في مسجد الضرار حقاً.
انظر: "اسم التفضيل في القرآن الكريم" لرياض الجبوري (ص:9).
ويستعمل ‌أفعل ‌التفضيل مضافا، أو بمن، أو باللّام كقولك: زيد أفضل القوم، وزيد أفضل من عمرو.
وقد يحذف (مِن) والمفضل عليه، إذا كان معلوما، كقولهم: (‌الله ‌أكبر)، أي من كلّ كبير" انظر: "الكناش في فني النحو والصرف" (1/ 342).
ثانياً:
يجوز قول: (الله أكبر من كذا) ويسمى الشيء، وهذا إما أن يكون على بابه في المقارنة، وإما لدلاله بلوغ الغاية في صفة الله تعالى.
ويجوز أن يقال (الله أكبر) دون ذكر المفضل عليه.
قال سيبويه رحمه الله: "وكما تقول: ‌الله أكبر، ومعناه ‌الله ‌أكبر من كل شيء" انتهى من "الكتاب لسيبويه" (2/ 33).
وهي التي نقولها في صلاتنا، مستحضرين أنّ الله أكبر من كل شيء.
وقد يستخدم اسم التفضيل لا على بابه في المفاضلة والمقارنة. وفي ذلك أمثلة كثيرة ذكرها أبو حيان - في البحر المحيط، كما في قوله تعالى: ءَأَللَّهُ خَيۡرٌ أَمَّا يُشۡرِكُونَ، فـــ"خير" بالإجماع اسم تفضيل، لكن قالوا ليس هنا المراد حقيقة التفضيل؛ وإنما هذا من باب المبالغة، وتقرير حصر الفضل في الله عز وجل، لكونه منفيًّا عن الآخر، فلا يمكن أن يشترك الخالق جل وعلا مع هؤلاء الذين يعبدونهم من دون الله في الخيرية، ومع ذلك استخدم اسم التفضيل.
فخلاصة الكلام في أمرين:
الأول: أن اسم التفضيل يستخدم، وقد يكون على بابه بين الخالق والمخلوق في اشتراكهم في مسمى الصفة. ينظر جواب (149122).
والثاني: أنّ التفضيل قد لا يكون على بابه، وإنما المراد به المبالغة في التعظيم إلى غير ذلك.
قال الرازي رحمه الله:
"(‌ولذكر ‌الله ‌أكبر) مع حذف بيان ما هو أكبر منه لطيفة، وهي أن الله لم يقل أكبر من ذكر فلان؛ لأن ما نسب إلى غيره بالكِبَر فله إليه نسبة، إذا لا يقال الجبل أكبر من خردلة، وإنما يقال هذا الجبل أكبر من ذلك الجبل؛ فأسقط المنسوب كأنه قال: ولَذكرُ الله: له الكِبَر، لا لغيره، وهذا كما يقال في الصلاة الله أكبر؛ أي: له الكبر، لا لغيره" انتهى من "تفسير الرازي" (25/ 62).
والله أعلم.
مدار الساعة ـ