بعد ان تم الاتفاق على انهاء الحرب في غزة بين فصائل المقاومة الفلسطينية والجيش الاسرائيلي، لم تلتزم دولة اليهود كعادتها بجميع بنود ومراحل الاتفاق، حيث قام الجيش الاسرائيلي باستئناف الحرب على القطاع مؤكداً بذلك رغبته التاريخية والسياسية والعسكرية بتهجير السكان من القطاع والقضاء على المقاومة فيه.
استئناف الحرب على قطاع غزة ليس عسكرياً فحسب هذه المرة، حيث يشمل استغلال العوامل النفسية والفكرية ووسائل الإنترنت في هذه الحرب من خلال استخدام عملاء وجواسيس للعمل على بث الفتنة داخل القطاع للانقلاب على فصائل المقاومة فيه من خلال تنظيم مسيرات احتجاجية تطالب بانهاء الحرب الاسرائيلية على غزة وتنحي حماس عن حكم غزة وترحيلها لخارج القطاع.
هذه الأدوات تعمل على دفع كرة اللهب للساحة الداخلية الفلسطينية وحرف مسار الحراك الجماهيري الداعم للمقاومة لتهديد التماسك الوطني ودق اسفين بين ابناء الشعب الواحد من خلال استغلال معاناة ووجع سكان القطاع، حيث ان اتجاه الجيش الاسرائيلي لهذه الأساليب الجديدة جاء بعد فشله في هزيمة المقاومة عسكرياً في الحرب.
على مدار العقود السابقة لم ينجح جيش الاحتلال الإسرائيلي في هزيمة المقاومة الفلسطينية والقضاء عليها بالرغم من كل عمليات الاغتيال والاعتقال لم تتأثر المقاومة بل على العكس ازدادت قوة ومكانة داخل الشارع الفلسطيني فصاحب الارض يدعم من يدافع عن أرضه ولا يخونه.
منذ فجر التاريخ كانت غزة ولا تزال البوابة لتحرير فلسطين فإذا اغلقت هذه البوابة انطويت صفحة فلسطين عن الوجود. فكيف لهذا المحتل ان يعتقد أن هذه الأفكار التقليدية السطحية المكشوفة ستنال من خير أجناد الأرض المرابطين بها في سبيل الله على أرض عسقلان التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال "خير الرباط عسقلان" فهذه النبؤة النبوية تُثبط أمال اليهود في تحقيق غايتهم وتؤكد أن المقاومة الفلسطينية ستنتصر على اليهود بإذن الله تعالى وسيكون الوقت المناسب لخروج حماس وباقي الفصائل المقاومة من غزة عندما يتم شد الرحال لتحرير المسجد الأقصى المبارك وكامل تراب فلسطين من ايدي الاحتلال في القريب العاجل إن شاء الله.
