الاردن والعراق : علاقة أخوية تهددها عواصف فيسبوكية
..!
معركة خسرانة لن يداويها إلا الكبار أو لعل الزمن يطفيها
كما كانت قصة مصر والجزائر،،،
في عصر السوشيال ميديا صعب التهدئة فالجميع يراكب الترند
كمية مرعبه من الخروج عن النص
انا مصدوم
الانجليز والالمان بينهم حرب عالمية ،واحتلال ،وقصف ،،
يلعبوا كورة مع بعض عادي
هل تذكرون ودون سوشال ميديا كادت مصر أن تحارب الجزائر
ومع السوشيال جيوش فيسبوكية تتحرك بين الاردن والعراق
وفي النهايه كرة قدم ..
تخيل
منذ صافرة مواجهة ثُمن نهائي كأس أسيا الى تصفيات كأس العالم،
مواجهة الاردن والعراق لم تصبح مجرد صراع على ارض الملعب،
امتدت الى سجال كبير على منصات التواصل الإجتماعي،
فلا احترام لتاريخ العلاقات الاردنية العراقية التي امتدت عشرات السنوات
قمّة الاردن والعراق تميزت منذ الجيل الذهبي بنكهة اخوية،
فالأول كان حُضن دافئ للعراق،
والثاني عنوانا للكرم والفخر
والجماهير تتبادل شعارات المحبة والترحيب
ذلك كان يجعل من القمه فرصه لتعزيز العلقاات الاخوية بينهما.
الان هي فرصه لاولئك الباحثين عن إشعال الفتنة
،
وسم الشعارات العنصرية وفبركة الاخبار والصور والفيديوهات
لإخراج المباراة من مضمونها
للأسف
المنتخبان اليوم لم يضعا حدودًا تمنعهما من الانجراف خلف العواطف
ولم يكن هناك من يلقي حجارة التهدئة في بحر الغضب المتلاطم
اين العقلاء
العُقلاء يدركون أن القضية لم تعد للحديث عن “من بدأ أولًا”
الجميع يرفض الاعتراف،،،،،
والجميع لديه عشرات المبررات،،،
بينما الاغلب يحاول أن يطمس الحقيقة الثابته والتي لا تتغير ،،،
الأخوّة والمودة هما الأصل و الميزان الذي يجب أن يرجح دائمًا فوق كل الحسابات العابرة
يالله ما اجملها من ايام محبة وصفاء
حين حُرم العراق من اللعب على أرضه، شعرالاردنيون بوجعه وكأن القرار صدر بحقهم، كانو يرون ذلك ظلمًا،
لكنه كان مشوبًا بفخر ، حين يرون نجوم العراق يلعبون في عمّان وكأنها بيتهم
كان استاد عمّان الدولي ملعبًا عراقيًا بكل ما تحمله الكلمة من معنى
موقف لا ينسى ..!
لا أنسى انا شخصيا يوم علّقت على مباراة جمعت الأردن والعراق إلى جانب الراحل الكبير مؤيد البدري،،،
سألني حينها عن شعوري وأنا أعلق على مباراة بين البلدين؟
أذكر أن لحظات صمت رهيب إجتاحتني ، تمنيت لو كان بإمكان الفريقين الفوز معًا ، تمنيت أن تخسر كل قوانين كرة القدم وتنتصر المشاعر وحدها
تمنيت لو أكسر كل قواعد الدنيا كي لا أجرح مشاعر أصدقائي العراقين،،،
لم أكن أريد الانحياز للأردن،
ولم يكن بوسعي أن أشجع ضد العراق ، فهذا البلد يسكن فينا ، وأهله يعيشون في قلوبنا
أما في البصرة فقضيت فيها اجمل سهرة...!
لا انسى عندما زُرت البصرة لحضور مباراه العراق والاردن،
ما زلت اذكر أن الشعب العراقي أخذنا بالأحضان،،،
وكانت رسائل الحُب من الصغير والكبير تُدخل ُ الدفئ لقلوبنا ،
وتسائلت اني أرى حُبا و وداً في العراق،
وارى شد وحساسية على السوشال ميديا، أدركت حينها ان الاردن والعراق بخير،
وان تلك فئة جاهلة تسعى للعبث بهذه العلاقة الوطيدة،،،
لا أنسى أيضًا حين فتح العراقيون بيوتهم وقلوبهم لكل من زار البصرة في خليجي 25،
ولا أنسى فرحتنا بتوّج العراق بلقب آسيا،وكأن اللقب زُفّ لنا جميعًا مع هدف يونس محمود التاريخي،،،
نحن أخوة وأحبّة، مهما حاولت أصوات شاذة أن تصنع فجوة بيننا عهدنا العقلاء في البلدين يرممون الشقوق،
لكن بعض المجانين يتركون ندوبًا في الذاكرة
مواقفنا ثابتة وراسخة ..!
كأردنيين، لم ولن نغير مشاعرنا تجاه العراق وأهله
ولا نريد العودة إلى الحديث عن الأخطاء والهفوات التي وقع فيها الجمهور هنا وهناك،
فليس هذا وقت تصفية الحسابات،
بل وقت طيّ الصفحات السوداء وفتح القلوب على مصراعيها
عمّان شهدت لقاءات الأخوة والأحبة ،
فتحنا أبوابنا مشرعة أمام أهل وأصدقاء وأشقاء محبين ، لا نادمين ،
وسنبقى معكم على العهد يدًا بيد
إذا أزعجكم هتاف هنا، فإن صافرات الاستهجان أزعجتنا هناك،
لكن القلب يتّسع لهفوات المحبين مهما كانت ،،،
دعونا نعود كما كنا… أشقاء، أهل، أصدقاء. نحبكم أهل العراق بكل أطيافكم
مع السلامه