لو دققنا في تعريف كلمة جنسية لوجدنا أنها صفة المواطنة في الدولة، ويمكن الحصول عليها بالولادة أو بالتجنس. ولو فصلنا أكثر في مفهوم المواطنة، نجد أنها هي علاقة الفرد بالوطن الذي ينتسب إليه، والتي تفرض حقوقًا دستورية وواجبات منصوصًا عليها بهدف تحقيق مقاصد مشتركة ومتبادلة. ومع كل هذه التعاريف والتفاصيل نجد أن الكثير من الفقهاء لم يتطرقوا لتعريف كلمة الانتماء، الذي يجسده المبادئ الوطنية الثابتة. ومن هذا نستنتج أنه ليس كل شخص يحمل جنسية دولة ما هو شخص لديه مبادئ وطنية ثابتة أو لديه انتماء فالانتماء شعور داخلي من الصعب وضع له تعريف ثابت.
فبعض الدول التي تسهل قوانين أخذ الجنسية أكثر من غيرها، مثل الولايات المتحدة الأمريكية، نشعر أن أغلب الأشخاص الذين يحملون جنسيتها لا يملكون الانتماء للأرض. ولو حصل أي كوارث بها بفعل الإنسان، لن يكون لديهم أدنى تردد في هجر الأرض.
ولهذا السبب، الدول التي ستقوم وستكون دولًا قوية هي الدول التي يكون مواطنوها لديهم الانتماء الكامل، حتى لو مرت في فترات عجز. ولكن الانتماء هو الذي يعطي القيمة للمواطن، وإن تنازل عن المبادئ الوطنية وعن انتمائه، سيكون مجرد كائن حي في الدولة لا أكثر.