مدار الساعة - كتب خالد القضاة:
جانبه الصواب من يظن أنه يتوجب عليه الوقوف في المنتصف وعلى خط الحياد عندما يتقابل منتخبا الأردن وفلسطين في مباريات كرة القدم ضمن التصفيات المؤهلة لكأس العالم.
وساذجٌ إلى حدّ الظلم من يطلب من مشجعي الفريقين الجلوس معًا وتشجيع المنتخبين بالقدر ذاته من الحماسة، انتصارًا للقضية الفلسطينية.
أصحاب هذا الحياد المفرط يتبنون دون علم، ويثبتون دون قصد، السردية الإسرائيلية التي تنكر وجود دولة اسمها فلسطين، وتدّعي أن الفلسطينيين مجرد شتات موزع على دول المنطقة والعالم، قد ذابوا في المجتمعات التي يعيشون فيها أو انتموا إليها.
لذلك، عندما يحتفل الجمهور الأردني اليوم بانتصار منتخبه على فلسطين، فإنه يحطم ويقاوم هذه السردية، ويثبت للعالم أن هناك دولة اسمها فلسطين، لها منتخب وطني مثل سائر دول العالم، نحتفل بالفوز عليه لأننا نتقدم بذلك خطوة نحو التأهل لنهائيات كأس العالم.
اليوم، كنت مع منتخبنا الوطني ضد فلسطين، واليوم سأكون مع المنتخب الفلسطيني ضد العراق، لأن للأردن مصلحة في فوز منتخب دولة اسمها فلسطين، دولة تقف ندًا للند أمام العراق، ما يمنح منتخبنا فرصة أكبر للتأهل في مجموعته.
أعلم تمامًا أن مباريات #كرة_القدم تحمل بعدًا سياسيًا في مجرياتها ونتائجها، ووجود فلسطين في التصفيات الكروية مهم جدًا لترسيخ الدولة بكامل أركانها، من علم ونشيد وجمهور وهتاف، حتى لو كانت ترزح تحت الاحتلال. ومقاومة هذا الاحتلال رياضيًا تبدأ بالاحتفال بانتصارها أو بالتغلب عليها، أما الحياد في مثل هذه اللحظات فيعني ضرب حقها في الوجود والاستقلال بمقتل.
إن وصول فلسطين إلى التصفيات المؤهلة لكأس العالم كإحدى دول آسيا لم يكن حدثًا عابرًا، بل جاء نتيجة نضال امتد لسنوات داخل الاتحادات الرياضية القارية والدولية، وكان للأردن دورٌ كبير في تحقيق هذا الاعتراف. العاملون في الاتحادات الرياضية الدولية يدركون تمامًا ما أقول، فقد واجهوا الضغوط الإسرائيلية لمنع هذا الاعتراف، وكان لموقف آسيا المشرف دور حاسم في قبول فلسطين ضمن اتحاداتها، بينما رفضت انضمام إسرائيل، التي اضطرت للعب تحت مظلة الاتحاد الأوروبي رغم كونها جغرافيًا ضمن قارة آسيا.
مبروك للنشامى.