استمعت عبر منصة (انستغرام) إلى عدة مقاطع من المقابلة الإعلامية التي أجراها الإعلامي الأمريكي (تاكر كارلسون) مع المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط (ستيفن ويتكوف) قبل يومين إلى ثلاثة. في هذه المقالة سأتناول تصريحات (ويتكوف) التي تخص (حماس، مصر، الأردن). بعد الاستماع إلى هذه المقاطع الإعلامية من المقابلة لعدة مرات، استنتجت أنها تتضمن تصريحات قاسية جداً نحو مصر، رغم ادعاء الحرص على استقرارها. وذات الحال مع حماس، رغم الادعاء بوجود مفاوضات معها. أما تصريحاته تجاه الأردن فهي تصريحات معتدلة.
2/7
في مزيد من التفاصيل، فإن التصريحات التي تخص حماس، حسب نص المقابلة، فإنها تتضمن المطلب الأمريكي الأول، وهو نزع السلاح منها، كي لا تعاد تجربة أكتوبر (2023) كل خمس سنوات مرة أخرى. يلي ذلك تحول حركة حماس إلى حركة سياسية فقط تشارك في الانتخابات في غزة بعد الحرب، دون توضيح الإطار السياسي الذي تجري تحته الانتخابات. مع التأكيد على أن حل الدولتين قد يكون وقد لا يكون. مع الإشارة إلى وجود خطة تنمية تضمن تحقيق الاستقرار في غزة من أجل حياة أفضل لأطفال غزة.
أما التصريحات التي تخص مصر، فكان القلق الأمريكي من أن تصبح مصر نقطة اشتعال في ظل نسبة البطالة المرتفعة جداً. لكن بما يخص الأردن، فكان التصريح من المبعوث الأمريكي هو قدرة الأردن على التعامل مع الاضطرابات الناتجة عن الأوضاع في غزة.
3/7
في تعليقي على تصريحات المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط تجاه حماس، أقول إنها تصريحات متذبذبة. فقبل أسابيع كان هو نفسه سلبياً تجاهها. أما مؤخراً وعبر هذه المقابلة، فبات يشير إلى أنه لا يمكن القضاء عليها. فهي فكرة ، وأن قادة حماس يريدون بدائل. وأن هذا سيتم عبر المفاوضات، فهي وسيلة إيجاد حلول ترضي جميع الأطراف.
4/7
في تعليقي الآخر على تصريحات المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط تجاه مصر، أقول إنها تصريحات تعكس واقع التباين في العلاقة بين الطرفين منذ قدوم الرئيس الأمريكي ترامب تجاه الحلول التي تخص أزمة غزة. بكل تأكيد، أن مساحة التباين الكبيرة بينهما أفضت إلى وجود ضغوطات أمريكية متواصلة متراكمة على مصر، لكن دون انقطاع العلاقة بينهما. من تلك الضغوطات، بحسب خبر صحفي قرأته قبل أسبوع إلى أسبوعين، يفيد أن الولايات المتحدة الأمريكية أبلغت مصر عن تخفيض حجم المساعدات المقدمة لها ابتداءً من العام القادم. تبع ذلك ما جاء في مقابلة (ويتكوف) من وجود قلق لدى الولايات المتحدة الأمريكية من أن تصبح مصر نقطة اشتعال لأسباب اقتصادية.
5/7
في محاولة مني للتوقف على أسباب كل الأفعال والتصريحات الأمريكية تجاه مصر ، أقول إن السبب الأول جاء نتيجة تأجيل الرئيس المصري للقاء الذي كان سيجمعه مع الرئيس الأمريكي تجنبًا لمناقشة موضوع تهجير أهل غزة. ثم أظن في ذات الاتجاه أن هنالك طلبات أمريكية من مصر تخص غزة، والمؤكد أن مصر لا تريد تنفيذ تلك الطلبات إلى الآن. وفي اجتهادي أيضًا أنها تخص تسهيل خروج الغزيين من غزة إلى مصر. من هنا فإن تصريح (ويتكوف) أن مصر باتت نقطة اشتعال يرمى إلى تحفيز المعارضة السياسية في مصر، وتحديدًا الإخوانية، للبدء بمهاجمة النظام. بعد ذلك يتم العمل على إنقاذ النظام المصري من قبل أمريكا إذا قامت مصر بتنفيذ الطلبات الأمريكية منها، والتي تخص غزة. وتتحقق الهجرة الطوعية من غزة عبر أو نحو مصر للراغبين بذلك.
6/7
فيما يتعلق بأسلوب المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط في التعامل مع أزمة غزة، نجد أن الولايات المتحدة الأمريكية تعمل على مسارين متوازيين: أحدهما مع حماس، والثاني مع مصر. فإذا نجحت خطتها مع حماس، توقفت عن إضعاف مصر، لكن إذا فشلت خطتها مع حماس، فإنها ستزيد من ضغوطاتها على مصر لتحقيق هدفها في تفريغ غزة من سكانها.
7/7
ختامًا، ولأسباب أمنية وعسكرية، فإن الضغط الأمريكي يتركز على حماس من أجل أمن إسرائيل. ولأسباب جغرافية وسكانية كذلك، فإن الضغط الأمريكي يتركز على مصر، فهي الأقرب إلى غزة. ولذات الأسباب، وكنتيجة عكسية، فإن الضغط الأمريكي يقل على الأردن، فنحن الأبعد عن غزة جغرافيًا وسكانيًا. لكن مع ذلك، فإن علينا دومًا أن نكون حذرين، ذلك أن أمريكا يهمها مصلحتها أولًا، ثم مصلحة إسرائيل ثانيًا، ولا يوجد في حساباتها ثالثًا.