أخبار الأردن اقتصاديات خليجيات دوليات مغاربيات برلمانيات جامعات وفيات مناسبات مجتمع رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس مقالات مختارة تبليغات قضائية شهادة مستثمرون جاهات واعراس الموقف دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

الهروط يكتب: لعنف بين طلبة المدارس مبرر الواقع وضرورة الترميم


د.صهيب علي الهروط

الهروط يكتب: لعنف بين طلبة المدارس مبرر الواقع وضرورة الترميم

مدار الساعة ـ
مرة أخرى ها هو العنف المدرسي يطرق باب مدارسنا ، ضاربا بعرض الحائط كل الاستراتجيات والنظريات التربوية ، منبئا بضرورة إيجاد استراتجيات ونظريات جديدة للتعامل مع المشهد بشكل أكثر حذر ودقة .
المشاهد القادمة من المدارس موخرا مقلقة ومفزعة ، وتدق ناقوس الخطر نحو التوجه لإيجاد الآليات المناسبة في سبيل جعل مجتمع المدرسة أكثر أمن وأمان ، ويجعل فلذات الاكباد في راحة واطمئنان.
فرضت الأحداث الأخيرة واقعا مؤلما ، فلم نعهد ذلك داخل مدارسنا في أي وقت من الأوقات ، ولا ندعي أن مدارسنا خالية من الاشتباكات بين طلبتها ، فهم انعكاس لأي مجتمع وما يحدث به له بالضرورة تأثير على بيئته .
الواقع المفروض هذه الأيام ، ولن نقول أن المستقبل منزها من أحداث شبيهه ، فالمنصات التي غزت العالم ومجتمعنا الأردني ليس بمنأى عنه ، أصبحت تفرض العديد من السلوكيات الغريبة على مجتمعاتنا وعلى الأعمار التي لا زالت في مرحلة التكوين ، فتأثيرها أصاب الشيب والشباب ، فكيف سيكون تأثيرها على أبناءنا في المدارس .
لا نبرر الأحداث بالواقع المفروض ، ولا نقول أن نقف مكتوفي الأيدي أمام ما حصل وسيحصل ، ولكن علينا أن نحلل الواقع ونضع الحلول المناسبة عملا وشكلا ومضمونا ، وعلينا أن لا ندعي الفضيلة وأن لا نبالغ في التحليل حتى لا نسقط في فخ تبرير الواقع .
على وزارة التربية والتعليم ، أن تبدأ ترميم الواقع ، انطلاقا من مسؤوليتها وفقا للقانون ، وعليها أن تمارس أدورا أكثر جرأة من الواقع ، لان الاعتراف بالذنب فضلية ، ولا يمكن تصور أن يتم إسناد مهمة حماية فلذات الاكباد لمستخدمين ولا خطأ في ذلك، ولكن هؤلاء تحكمهم عقودا نصت على مهامهم وواجباتهم دون أي علم أو معرفة بالتشريعات المعمول فيها تربويا واداريا، وهو ما يمتد إلى الكادر الإداري في اي مدرسة .
لا نضع شماعة نعلق عليها تقصيرنا اتجاه ابناءنا ، ولكن علينا أن نوظف التقصير هنا وهناك بإتجاه تصحيح المسارات ، فمثلما لدينا حاجة لقبول الواقع علينا مسؤولية محاربة الأفكار والأعمال غير المقبولة تربويا .
مسألة تدريب الكوادر الإدارية والمستخدمين في المدارس ، لابد أن تناقش مرارا في وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع المؤسسات والوزارات المختصة ومنها وزارة تطوير القطاع العام ، ولابد من توعية قانونية إدارية للعديد من المسائل المرتبطة بعمل أي مدرسة ، وهو ما ينعكس على بيئة المدرسة انضباطا واحتراما .
نحن معنيون بأن تكون خططنا مدروسة ، وعلينا أن نستثمر الطاقات البشرية في سبيل محاربة الأفكار الدخيلة على مدارسنا ، فلابد من اعتماد الاساليب التصالحية في سياق مدارسنا ، وخلق استراتجيات مبنية على توفير الأجواء الإيجابية بين مجتمع المدرسة ، واتفق تماما أن هذه الأجواء لا تصنعها السياسات بل العلاقات
مدار الساعة ـ