ما زلنا نستذكر بمشاعر الفخر الكتب المدرسيه وهي تستعرض لنا بطولات جيشنا العربي الباسل القوات المسلحه الاردنيه ومعركة الكرامه الخالده التي استعادت الروح المعنويه للجندي العربي والجيوش العربيه بعد هزيمه النكسه منتصف العام 1967 وكلمات الحسين المؤثرة حيث أن القائد الحقيقي هو الذي يعيش في وجدان جنده.
ولعل ما ميز معركه الكرامه عن غيرها من المعارك كونها المنعطف الأهم في إستعادة الكرامه العربيه بعد فاجعة النكسة.
وإذا أردت أن تقرأ التاريخ لا بد من فهم سياقاته وظروفه فقد سبقت معركة الكرامة حالة من تدهور الروح المعنوية العربية فجرح النكسة ما زال لم يلتئم بعد غير أن المعجزة حدثت بعد ٩ شهور فقط من تاريخ النكسة تحركت قوات عسكريه كاملة العتاد والعدة مع التغطية الجوية قاصدة معاقبة الأردن لاستضافته المقاومة الفلسطينية واحتلال جباله لتأمين حدودها المزعومة غير أن إعدادات الجيش الأردني برغم قلة موارده وتسليحه فاجئت العدو قبل الصديق فهذه في نظرة الأردني لحظة الثأر.
معركه السموع والتي حصلت في في شهر تشرين في نهاية العام 1966 التي اعدها البعض المعركة التمهيدية لمعركة ١٩٦٧ . انتصر الجيش الأردني في معركة السموع التي تفصلها عن معركة الكرامة حوالي سنة وشهر فقط...حيث استشهد الطيار الملازم أول موفق السلطي بعد إسقاطه عدد من التشكيلات المعادية. و استشهد الرائد محمد ضيف الله الهباهبة ، حين ابلغ حمايته الشخصية بالابتعاد عنه واشتبك مع العدو الصهيوني داخل القرية برشاش طلبه من الجنود ثم بالمسدس ثم بالسلاح الأبيض حتى ارتقى شهيداً. و إصيب قائد اللواء العميد بهجت المحيسن ، وهو قائد اللواء الوحيد من الجيوش العربية الذي اشتبك في ميدان المعركة مع العدو الصهيوني ...
مع الشكر لكل البرامج واللقاءات التي تغطي ملحة الكرامة الخالدة لكن حري بالاعلاميين والمنتجين أن يقدموا عملا شاملا يستعرض فيه بطولات جيشنا العربي الباسل حتى ملحمة الكرامة ودوره أيضا فيما بعد برد العدوان عن دمشق على جبهة الجولان عام ١٩٧٣ لأن التاريخ يفهم في السياق الكامل. فالسلاح وحده لا يصنع الإنتصار لكن بالوعي والعزيمة والإصرار والاعداد يتحقق النصر وهكذاكانتالكرامة